هل توقفنا عن الإيمان بالكتب؟

Like171
Post
الصورة
صفحات من رواية غرباء

هل توقفنا عن الايمان بالكتب؟ وهل استطاعت الثورة التكنولوجية أن تذهب باهتماماتنا نحو اتجاه جديد؟

 انه العصر الرقمي الذي منذ دخلناه حتى زادت الرغبة في رقمنة كل شيء في حياتنا باندفاع جنوني، أصبح كل شيء رقمياَ وحلّت التقنيات الحديثة محل الأساليب القديمة، لكن ماذا عن الكتب!

لطالما كانت الكتب والروايات جزءا من هويتنا البشرية من منّا لم يختبر شعور إمساك كتاب في يديه. سواء أكان هدية جديدة أو كتاب اقترضناه من مكتبة رائعة، أو ربما كنز عائلي محبوب منذ فترة طويلة من إعادة القراءة ... هي تلك اللذة في تقليب الصفحات الواحدة تلو الأخرى، العيش في مغامرة نُسجت بين السطور، العيش في مشاعر مختلطة تسودها مجريات القصة، مشاعر ربما لازال بإمكاننا عيشها بين الكتب الالكترونية، على الرغم من أنني لم أفعل!

في فترة الحجر الصحي بسبب فايروس كورونا عاد اهتمامي للكتب وبدأت أفكّر: هل حلّ الكتاب الالكتروني مكان الكتب المطبوعة؟ من المؤكد أن التكنولوجيا الرقمية كان لها تأثير كبير على دور النشر ونشر الكتب، ولكن هل كان هذا التأثير بالاتجاه السلبي؟ او ربما أعطت الكتاب فرصة جديدة للحياة؟ في الوقت الحالي لا يمكن إنكار أن الاقبال على شراء الكتب المطبوعة قد قلّ بشكل ملحوظ مع تقدم الكتب الالكترونية التي أصبحت متاحة ربما بشكل كامل وبتسهيلات كبيرة حيث يمكنك شراء كتاب وتنزيله بثوانِ معدودة.

لا أتذكر على وجه الخصوص تلك اللحظة التي بدأت فيها قصتي الحميمة مع الكتب، في اللحظة التي امسك فيها الكتاب وأبدأ رحلتي معه حتى تنتهي كل مخاوفي ويتوقف العالم الخارجي، لأغوص في عالمي الخاصّ وكأن تلك القصص تنبض بالحياة، أستطيع أن أشعر بهبات نسيم الهواء في روما أو أركب قطاراَ يأخذني الى الريف في سويسرا، مشاعر متداخلة لم تستطع الكتب الالكترونية أن تمنحني إياها من وراء شاشة الهاتف المحمول، فكّرت كثيراً وحاولت أن أجد الفرق الذي يحوم بين الاثنين، الكتب المطبوعة والالكترونية، ولم أجد سبباً منطقياً. ربما يجب قبوله كما هو!

يقول اقتباسي من الرواية المفضلة عندي (غرباء)، تلك الرواية التي قرأتها الكترونياً بنسختها الاولى قبل أن تبصر النور الى الحياة وعندما أمسكت صفحاتها الورقية بيدي أحسست روحاً حقيقية تحوم حولي:

"السعادة موجودة في كل شيء وفي كل مكان، في كل لحظة نعيشها، ما علينا سوى التجرّد من مخاوفنا والتقاطها"

مدونة