رسالة إلى الحياة

Like4978
Post
الصورة
صورة وصفية

على خلاف رسالة الانتحار التي تكتب عند فقدان الأمل، أكتب رسالة إلى الحياة.

تلك اللحظة التي وُلد فيها الإبداع والأمل، وأحيت في قلوبنا روح المشاركة والمبادرة.

لم أكن أعرف أيّ منهم مسبقاً، و ربما كانت تجمعني بالبعض صداقة الكترونية فقط، لكن في غضون خمس أيام فقط؛ أصبحنا عائلة واحدة.

لقد كوّنت مسابقة "سمعني صوتك – سوريا" مساحة حرّة أعطت الشبان والشابات فرصة تبادل الخبرات والمشاعر والأفكار النيّرة، حيث كانوا يخلقون كل يوم ما يقارب الخمسون فكرة إبداعية لنصوص ومدوّنات، منها ما هو توعوي أو يتحدث عن مشاكل الشباب وفرصهم، أو قصص ذاتية أو خيالية.

لقد خلقت تلك المساحة الحرة فرصة للتعبير عن آرائنا ومشاكلنا واقتراح الحلول لها، حيث تشاركنا فيها – ليس الخبرات فقط – ولكن المزاح والأوقات الجيّدة والمسلية التي قضيناها سوية.

المكان الذي تتلاشى فيه التوقعات، الاختلاف؛ أي كان نوعه يتلاشى. إنه لشيء عظيم أن ترى أن لأفكارك صوت ويتم سماعها من قبل الآخرين، ربما تكون لهذه الأفكار القدرة على تغيير العالم يوماً ما.

يتحدث الشاب رضا الكردي (21 عاماً) عن تجربة "مسابقة سمعني صوتك - سورية" ويقول:

"تجربة المسابقة أكسبتني معرفة ثقافية أكبر من خلال زملائي المشاركين وتعلمت منها عن أشياء جديدة لم أكن أعلم إتقانها من قبل مثل مهارات الإلقاء بفضل المدربين."

أما اليافع عاصم الناصر (16 عاماً) فيقول عن التدوين:

"التدوين مهارة يمكن من خلالها التعبير عن شيء ما في داخلي، ويمكن من خلالها تفريغ الطاقة الإيجابية أو السلبية على الورقة البيضاء التي ستحمل بداخلها ذكرى كبيرة، ومن خلال مشاركة قضيتي مع الآخرين ستجذب بالفعل أشخاص آخرين مؤمنين بنفس القضية، فالتدوين هو الأساس بالنسبة لي وهو وسيلة تواصل بين المدوّنين ليتبادلوا أفكارهم سويّة عن بعد."

و تقول الشابة اليسار المير (19 عاماً) :

" هذه التجربة لن تنسى، فالمادة التدريبية أكسبتنا المهارات المطلوبة والتفصيلات المهمة في حياتنا العملية لكي نكون أفضل وجعلتنا أكثر ثقة بذواتنا وقدراتنا.

أما المدربين فقد كانوا الدافع الذي أعطانا طاقة لهذه الحياة، للكتابة والتعبير والكثير أيضاً.

وقد تكونت بالفعل علاقة صداقة قوية مع زملائي المشاركين خلال أيام قليلة، لقد كانت من أجمل التجارب التي حملت رسالة حب لكل الشباب وبداية جميلة لليافعين."

أما الشاب عبد السلام شبلوط (19 عاماً) فيقول:

" المسابقة خلقت مساحة آمنة ليتشارك الشباب أفكارهم، وما عزز تكوين هذه المساحة الآمنة حرفيّاً هو روح المشاركة بين الشباب، فكان الجميع يتشارك الأفكار سوية دون خوف من الرفض أو  عدم الاستماع، لقد كنا نتعلم شيئاً جديداً من بعضنا البعض كل مرة، فكانت تلك المساحة الآمنة."

ويقول الشاب علي محمد (21 عاماً) :

"هذه التجربة أعطتني قيمة كنت قد فقدتها من المجتمع، وهذه القيمة هي التقدير المتلقى من قبل الآخرين في المسابقة، هذا التقدير أعطاني الدافع لكي اكتب أفكار جديدة تخدم رسالتي المجتمعية التي أريد أن تصل وجعلتني أشعر أنه يوجد من هناك من يحترم ويهتم بأفكاري ويسمعني للنهاية. إنها تجربة إيجابية دفعتني لتقديم الأفضل."

 

أما أنا، فالهدف من تدوين تلك التجربة هي أن أنقل رسالة تحمل في طياتها الكثير من المعاني - أيّها اليافعين والشباب: الحياة ليست بهذا لسوء، فلنتشارك أفكارنا في تلك المساحات الآمنة التي نخلقها، فكل مكان نشعر فيه بالأمان هو مساحة آمنة بالنسبة لنا، وتكون لنا الفرصة التي نستطيع بها التعبير عن ذواتنا دون رفض أو خوف.

و رسالتي إلى الحياة نفسها هي كالتالي:

"أيتها الحياة، أعلم أنك لستِ جميلة، ولستِ قبيحة أيضاً، إنما يكمن الجمال والقبح في طريقة رؤيتنا إليكِ وما نحمل في داخلنا.

تعلمين أنّي أراكِ قبيحة بعض الشيء، وجميلة في أغلب الأحيان، ولكن هذه المرّة كنتِ في أبهى حلّة لكِ، كشابّة عشرينية مفعمة بالحياة.

لقد جعلكِ هؤلاء الشبان والشابات في نظري أكثر جمالاً من أي وقتٍ مضى، وستبقين كذلك جميلة بأرواحهم، هؤلاء حاملين الفكر والإبداع لمجتمعٍ سينبض بالحياة من جديد من خلف سواعدهم المعطرة بروح التفاؤل.

أحبك أيتها الحياة، وسأتمسّك بكِ من جديد ولن أفلت يداي!."

مدونة
الجمهورية العربية السورية