إنه الوقت المناسب... لمواكبة المنافسين.

Like185
Post
الصورة
kenanaamod@gmail.com

لقد مضت شهور عديدة منذ إعلان فيروس كورونا (COVID-19) وباء عالمياً، الأمر الذي دفع الكثير من الشباب واليافعين لطرح العديد من التساؤلات: ماذا أفعل؟ ماهي الطرق؟ هل آخذ قسطاً من الراحة أم أستغل هذه الفترة؟.. والكثير من الأسئلة الأخرى.

في هذه المقال لن أدعوكم لفعل أشياء تقليدية ومعروفة ويدعو لها أغلب الناشطين..

إنما سأكون قاسية بعض الشيء في تقديمها وعرضها، لأن هنالك فترات في حياتنا كبشر تكون قاسية فعلاً وتتطلب أن تعاملها بالمثل وهذه الفترة أتت على قدميها لتخبرك أنك استهنت كثيراً وأضعت كثيراً من الوقت وخرجت إلى المقاهي واستمعت مع أصدقائك لساعات طويلة ومتأخرة في لعب "الشدة" ناهيك عن الساعات الطويلة على وسائل التواصل الاجتماع في وضع "لايك" لهذا وذاك! ولكن ما الفائدة وهل أنت راضٍ عن نفسك؟؟

هل كنت راض عن نفسك في فترة ما قبل كورونا؟

سأجيبك على هذا السؤال ليس تكهناً وإنما كوني من فئة الشباب ومنخرطة إلى حد كبير بهذه الفئة خاصة كوني أعمل في المجال الإنساني والمجتمعي.

أنت لست راضٍ عن نفسك أبداً، على الأقل في هذه الفترة وأثبتت لك فترة جلوسك في المنزل أن كنت تضيع الوقت على أشياء لا تنفعك في مسار تطورك ربما لو كنت فاعلاً في هذا الوقت الضائع لم تكن اليوم في المكان الذي أنت فيه.

إنه الوقت المناسب... لزيادة الانتاجية ومواكبة منافسيك.

دعني أوضح لك غايتي، بطرح هذه الأسئلة!

 كم هي كثيرة المواقع والمنصات الإلكترونية التي تدفعك للاشتراك في العديد من الدورات التعليمية والمهنية والثقافية والتي طبعاً تمنح شهادات مجانية، وكم هي مقاطع الفيديو والبرامج الوثائقية التي تحفزك على قراءة كتاب كل شهر وكم ستصبح وتتغير بعد اتباع خطتهم ومنهجهم في التنمية البشرية، وكم من "المجموعات" على موقع فيسبوك دعتك للانضمام اليها من أجل أن تقدم لك معلومات وبيانات وأفكار و..و.. ربما من أجل الفائدة وربما أيضا من أجل زيادة أعداد المتابعين ..كل شيء وارد!

طبعاً لا أنكر الجهود المبذولة من قبل هذه المنصات والصفحات والمواقع الالكترونية ولكن سؤالي هنا... هذه الفوضى غير المنظمة على مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، إلى أي حد تؤثر على إنتاجيتك كشاب/ة يـ/تسعى لتطوير المستوى العلمي والثقافي والحصول على وظيفة براتب مناسب؟ هذه الأمور التي ذكرتها هي حلم ومستقبل أي شاب وشابة يعيشون في الشرق الأوسط.

هل هذا التوقيت المناسب لتطوير نفسي؟

نعم!

إنه الوقت المناسب لتقرأ وتغير من عقيدتك وأفكارك.

إنه الوقت المناسب لتتابع دراستك الجامعية أو دراساتك العليا حتى لو توقفت الجامعة.

إنه الوقت المناسب لتتعلم لغة جديدة.

إنه الوقت المناسب لتكتب مقالا أو بحثا علمياً باختصاصك.

إنه الوقت المناسب لتتعلم مهارات جديدة في الحاسب.

إنه الوقت المناسب بل والمثالي جداً لزيادة إنتاجيتك والتقدم خطوات على منافسيك واستغلال كل دقيقة منه لأنه لن يتكرر وبعد فترة وجيزة ستعلن دول العالم عن انتهاء الجائحة والعودة لحياتك الطبيعية الصاخبة والتي تدعي دائما بأنه لا يوجد وقت.

الآن أمامك متسع كبير من الوقت.

أولا: اقرأ وغير من فكرك.

الكتب موجودة، المكتبات موجودة، ومراكز الأبحاث موجودة، وخدمات الإنترنت موجودة، ولكن في مكان مرتفع لا يصل إليه قصار الهمة والعقول. هكذا تحدث الفيلسوف العظيم جون لوك ولست أنا.

ثانياً: تابع دراستك الجامعية.

إن هذه الفترة الزمنية ليست للاستراحة من المحاضرات والكتب الجامعية وأصوات أساتذة الجامعة. عليك الاستمرار بالتعلم من حيثما وصلت قبل الحجر الصحي. تواصل مع أساتذتك في الجامعة وتابع الدروس المباشرة التي تُنشر على مواقع التواصل الاجتماعي.

ملاحظة صغيرة: تم تأليف الكتب الجامعية بطريقة يستطيع الطالب قراءتها وفهمها بنفسه والدكتور الجامعي له دور المرشد فقد.

ثالثاً: اكتب مقالا أو بحثاً علمياً بتخصصك.

 إن حاجتنا إلى الدراسات والبحوث العلمية تزداد يوماً بعد آخر، فالعلم في سباق محموم للحصول على أكبر قدر ممكن من المعرفة الدقيقة وما أثبتته الفترة الراهنة التي نعيش فيها أن الدول الكبرى والصغرى على حد سواء لا تنفق على البحث العلمي كما تنفق على شراء الأسلحة الكيماوية وبناء المفاعلات النووية. لذلك حاول أن تكتب بحثا أو مقالاً بتخصصك الجامعي واعرضه على أستاذك في الجامعة.

رابعاً: تعلم مهارة جديدة في الحاسب.

لن أقول لك اتبع كورس (ICDL) وهو الرخصة الدولية لقيادة الحاسب أو هي شهادة محو أمية الحاسب الآلي. لا أقصد هذا!

أعد موقع لينكد-إن دراسة للمهارات الأكثر طلباً خلال عام 2016، حيث سيطرت المهارات التقنية تماماً على المراكز العشر الأولى للمهارات الأكثر طلباً؛ لذلك، طوّر من مهاراتك التقنية التي يطلبها سوق العمل "الاكسل" المتقدم أو "الوورد" المتقدم أو برامج التحليل الاحصائية على سبيل المثال لا الحصر.

إنه الوقت المناسب لك أنت على المستوى الفردي لا على المستوى الدولي. عليك فقط الانفراد بنفسك ووضع خطة استراتيجية بأهداف متعددة وبمخطط زمني واضح.

حان الوقت لمواكبة منافسيك والقدرة على تجاوزهم بمراحل مع الاشارة إلى أن عملية المنافسة ليست هدفك الوحيد وإنما هي حافزك لكي تتطور وتستمر في هذه العملية التعليمية الممتعة والشاقة في نفس الوقت.

لذلك في النهاية أود أن أقول لكم أصدقائي استمتعوا في رحلة تطوير الذات ولا تجعلوها عبئاً عليكم، بل جزءاً لا يتجزأ من حياتكم التي هي بحاجة دائماً للتطوير والتحديث والقسوة أحياناً في ظل التغيرات والأحداث المتسارعة.

مدونة
الجمهورية العربية السورية