ابحث عن سعادة تستحقها

Like186
Post
الصورة
بنت في الميدان

طِفلةٌ بِالعُمرِ صَغِيرَة

بِحَجمِ أَفكَارِهَا كَبِيرَة

جَلَسَت مُتَرَبِّعَةً عَلَى الحَصِيرَة

مُتَأَمِّلَةً جُدرَانَ بَيتٍ عَتِيقٍ كَسِجنٍ فِيهِ أَسِيرَة

تَرسُمُهُ فِي خَيالَهَا قَصرٌ وَهِيَ الأَمِيرَة

تُغَادِرُهُ كلَّ صَبَاحٍ وَتَعُودُ عِندَ الظَّهِيرَة

لِتَرَى عَينَاهَا فِي المَدرَسَةِ وَحَولَهَا ما يُسَبِبُ لهَا حِيرَة

إِنَّهَا تِلكَ الفَتَاةُ التِي تُسَرمِدُ الأَحدَاثَ المَرِيرَة

وَتُغنِي يَومَهَا بِبَسمَاتٍ مَع أَنَّهَا بِالمَالِ فَقِيرَة

فِي جُعبَتِهَا سُؤَالاً عَنِ السَّعَادَة....

هَل تَكُونُ بِنَيلِهَا جَدِيرَة.. ؟؟؟

وَكَيفَ تَنَالُ جَائِزَةً لَيسَت بِمَعنَاهَا خَبِيِرَة!!

أُمَّاهُ حَدِّثِينِي عَن السَّعادَة، أَحَقَّاً هِيَ مُثِيرَة؟!

يَا ابنَتِي جُوبِي الطُّرُقَات وَرَتِّبِي الإِجَابَات

كتَنسِيقِ الضَّفِيرَة..

 

بَحثتُ الشَّوَارِعَ وقَلَّبتُ طَيَّاتِهَا..

فَوَجَدتُ مَالَم يَكُن فِي الحُسبَان..

ظَنَنتُ السَّعادَةَ مَالاَ.. وَكَم مِن غَنِيٍّ غَلَبَتهُ الأَحزَان

أَو حُكمٌ و مَنَاصِبٌ و عَلَاء.. لَكِنَّهُ يَتَمَنَّى لَحظَةَ أَمَان

أَم لِشَخصَان مُتَحَابَّان.. وَبَعدَ فَترَةٍ يَفتَرِقَان...

أَيَملِكُهَا طِفلٌ لَدَيهِ مِن الأَشيَاءِ أَجمَلُهَا وَ يَنْقُصُهُ الحَنَان

أَدرَكتُ عِندَهَا أَنَّ السَّعَادَةَ تَنبَعُ مَن قَلبِ الإِنسَان

لاَ تُبَاعُ وَ لاَ تُشرَى وَليسَ لَهَا بِطاقَةُ ائتِمَان

وَعَرَفتُ سَعَادَتِي وَكيفَ أَشدُو حُرُوفَهَا كالأَلحَان

 

السَّعادةُ..

السَّعَادَةُ ياسَادةَ رِضَا وَقَنَاعَة

وَصَوتُ حقٍّ نَستَطِيعُ سَمَاعَه

وَقُوتُ يَومِنَا نَقدِرُ أَن نَبتَاعَه

وَالجُلوُسُ آوِنَةَ العَشَاءِ جَمَاعَة

وَجَسَدٌ يَتَرَنَّمُ بِصِحَّةِ أَضلَاعَه

السَّعَادَةُ عَينَتَا أُمِّي اللَّمَّاعَة

وَرِضَا وَالِدِي وَهُوَ يَبسِطُ لَنَا ذِرَاعَه

السَّعادةُ قَرارٌ يَحتَاجُ صِنَاعَة

لِيُصبِحَ نَهجَاً يَسهُلُ اتِّبَاعَه

كَأَنْ تَرَى خَطَأَكَ ولاَ تَجعَل لهُ شَمَّاعَة

وَتَتَحَلَّى بِقِيَمٍ أُصِيبَ المُجتَمَعُ لِخُلُّوِهَا بِمَجَاعَة

أَن تَنطِقَ حَقَّاً فِي وَقتِ الشِّدَّةِ بِشَجَاعَة

وَتُقَدِّمَ فِي سِرِّكَ خَيرَاً ولاَ تَنتَظِرُ إِرجَاعَه

وَتُحَافِظَ على حُلمِك ومِن رَحمِ المُعَانَاةِ انتِزَاعَه

هَكَذَا أَرَى السَّعَادَةَ تَأتِي إَلَيَّ مُنصَاعَة

مَن أَرَادَ وَصفَ سَعادَتِهِ فَليُطلِق العَنَانَ لِيَرَاعَه

 

 

بقلم : شهد محمد جزماتي

7/3 /2019

شعر او قصيدة
الجمهورية العربية السورية