أصوات المراهقات: فتيات عام 2030

Like5879
Post
الصورة
يوسع مشروع فتيات عام 2030 الذي تدعمه مجموعة بورصة لندن، آفاق الفتيات من خلال النوادي المهنية، والتدريب على الإلمام بالشؤون المالية، والتدريبات الداخلية والمخيمات التدريبية.

توسيع آفاق الفتيات في زامبيا

عندما كنت أصعد الدرج إلى قاعة الاجتماع الرئيسية، غمرني إحساس بالإثارة والحماس. فقد كان الطابق يهتز برقص مئات الفتيات في عقدهن الثاني، وهن يضربن بأرجلهن الأرض ويغنين غناء جماعيا. وتعالى صوت قائلأ: ’’إن بإمكانكن إحداث الأثر المنشود. ’’وبإمكاننا إحداث الأثر المنشود‘‘. وكانت الفتيات كلهن يرتدين في ذلك الاجتماع الإعلامي أقمصة قصيرة الأكمام كتب عليها ’فتيات عام 2030‘. وأخبرني كل من تحدثت إليهن بأنهن يخضن غمار تجربة تحول لمدة أسبوعين. بل إن العديد منهن انفتحت أعينهن على تجارب جديدة خلال فترات تدريبهن. وبدأ العديد منهن يتصور الدهشة التي سيقابلن بها في المدينة الكبيرة عندما يروين تجاربهن لأسرهن وفي مدارسهن ومجتمعاتهن المحلية.

تشارك حتى الآن 5408 فتيات في النوادي المهنية المدرسية

في نهاية كل يوم، تجتمع الفتيات لتبادل معلومات عن تجاربهن في أماكن عملهن بلوساكا. فقد جئن من مدارس من مختلف أنحاء البلد للمشاركة في تدريب يدوم أسبوعين لدى هيئات مشاركة من القطاعين العام والخاص بما فيها الجمعية الوطنية، وشركة للاتصالات اللاسلكية، وشركة لخدمات توزيع المياه.

و’’فتيات عام 2030‘‘ مشروع تدعمه منظمة اليونيسف في زامبيا بتمويل سخي من مجموعة بورصة لندن (London Stock Exchange Group). ويهدف المشروع إلى تدريب المراهقات على مهارات الحياة والإلمام بمبادئ المالية، وتوسيع رؤيتهن إلى حياتهن المهنية. فقد أنشئ ما يزيد على 200 ناد مدرسي من النوادي المدرسية العاملة في الوقت الراهن والتي عززت بمخيمات تحفيزية سنوية وجولتين من برامج التدريب في فصلي الربيع والصيف. وتشارك حتى الآن 5408 فتيات في النوادي المهنية المدرسية وشاركت 829 فتات في المخيمات المهنية الصيفية كما أكملت 233 فتاة دورات تدريبية استغرقت أسبوعين.

وتعاقبت الفتيات على الميكروفون للحديث إلى أقرانهن، فثمة خليط من التجارب المكتسبة من أنشطة اليوم ومن المشورة التحفيزية، التي كثيرا ما تستخلص من المرشدات المهنيات اللواتي انتدبن للإشراف على التلميذات. وروت فتاة عن اكتشافها للحاسوب لأول مرة، فوصفت الأجزاء المختلفة لمعدات الحاسوب التي تجعله يشتغل. أما الأخريات فأسدين المشورة بشأن اكتساب الثقة، والتعلم من الإخفاق، و’’التزام الحيطة في التعامل مع الأخلاء‘‘. وحظي بتصفيق كبير شعار ’’المدرسة أولا، ثم الزواج فيما بعد‘‘. فنسب زواج الأطفال في زامبيا من بين أعلى النسب في العالم، وهو أمر يعني على الدوام تقريبا نهاية تعليم الفتاة، وتقويض فرصها المستقبلية.

وهذه أصوات ثلاث من المشاركات في مشروع فتيات عام 2030:

جويس موزيوو، 16 سنة

’’لم يسبق لي أن شاركت في مجموعة كبيرة كهذه. ومن المفيد حقا التفاعل مع الفتيات من مقاطعات مختلفة. بل إن من المدهش فعلا أن يرى المرء بنايات كبيرة – فهذا أمر أثار حماسي. وعشت تجربة الحضور في مكتب كبير لأول مرة – ولعل أقصى ما زرته فيما قبل هو مكتب مدير المدرسة. لكنني الآن زرت أماكن لم يسبق لأبي أن زارها من قبل. وزرت أماكن فيها حتى مديرات. ورأيت مسابح لأول مرة – وكنت قبلها أسبح في الأنهار.

’’إنني أريد أن أكون مفخرة أمي. وددت أن أكون طبيبة، لكنني أرغب الآن في أن أصبح محاسِبة بعد هذه المناقشات. وإنني متحمسة بشأن ذلك. فأنا أحب حقا موازنة الحسابات في نهاية السنة. وسأعود إلى البيت وأدرس الآخرين ما تعلمته. وسأخبر الآخرين بأنه لبلوغ أهدافنا، سيتعين علينا أن ندرس بجد، ولن يعترض أحد سبيلي‘‘.

شيليليكو هابوكالي، 14 سنة

’’جئت وأنا أحلم بأن أصبح طبيبة في المستقبل، لكنني أعود الآن وأنا أصبو إلى أن أصبح مهندسة مياه بسبب ما أخبرتني به مرشدتي، وبسبب التجارب التي عشتها، وما شهدته بنفسي، ولم يخبرني عنه أحد، بل شهدته بأم عيني. فقد حملتني هذه الأمور على تغيير ما كنت أفكر فيه. وما كنت أتوقع أن أرى امرأة مهندسة – فقد كنت أظن أن الهندسة مهنة ينفرد بها الرجال. لكن منذ أن جئت إلى هذا المكان التقيت بأناس من مهن شتى كنت أعتقد أنها حصر على الرجال فكانوا مصدر إلهام لي. ولقد هالني فعلا أن التشكيلة التي كانت قائمة هناك لم تكن تضم إلا بضع نسوة، ولذلك أريد أن أكون ضمن أولئك النسوة القلائل حتى أكون مصدر إلهام للنساء الأخريات.

’’وأهم شيء تعلمته من مرشدتي هو ألا أستسلم. وألا أسمح لأي شيء بأن يحول دون تعلمي – سواء كانت تلك العقبات مشكلات مالية أو غيرها. ولذلك نصحتني بالتركيز، وألا نقول ’إنها هذا حصر على الرجال‘. فأنا أستطيع أن أقوم بما يقوم به الرجل. وإننا نواجه مشكل مياه في البيت. وبما انني غيرت مهنتي لكي أصبح مهندسة مياه، فإنني أريد أن أفاجئ أسرتي فأبين لها كيف يحل المشكل. وأريد أن أوصل المياه إلى الأماكن التي تفتقر إليها. وأريد أن أترك انطباعا طيبا لدى أسرتي بإطلاعها على ما تعلمته هنا‘‘.

بريدجيت ليندا، 16 سنة

’’التقيت هذه المرأة التي هي مرشدتي – وتحدثت إلينا فأخبرتنا بأنك في هذا العالم لا تحقق دائما ما تصبو إليه. وتأتي أوقات ينبغي أن تختار فيها مهنة ليس من أول عمل مأجور تزاوله لأول مرة، بل ينبغي الانتباه إلى جوانب قصورك في المدرسة – وتسأل نفسك ما هي المواضيع التي أمتاز فيها؟ فلا ينبغي أن تختار مهنة لمجرد أنك رأيت شخصا [يزاولها]. وأحيانا قد يكون الأمر مجرد قلة اطلاع.

’’وأود أن أشكر اليونيسف على كل شيء وأشكر كل من شارك في الاعتناء بنا، وكل من أتاح لي هذه الفرصة للقدوم إلى هذا المكان فهي فرصة غيرت فعلا مجرى حياتي. وبفضلها تعلمت أنه عليّ فعلا أن أَجِدِّ في عملي وأدرس بهمة لتحقيق شيء ما. فأنا أنحدر من أسرة يعمل فيها بالتدريس أبواي وإخواني الأكبر سنا، لكني أريد أن أحدث تغييرا في أسرتي وأحقق شيئا يخرج عن نطاق ما يتوقعه الجميع‘‘.

جون جيمس رئيس شؤون الاتصال، اليونيسف زامبيا.

مدونة
زامبيا