الصورة
وإنّ التآلف لِمَن استطاع إليه سبيلاً
كُنتُ في أواخر الابتدائية.. مُنذ ألف عامٍ تقريباً.. مُحباً لِشَطائر الفلافل بالفول الذي يُعده المطعم الشّعبي المُتهالك في شارع مدرستنا. وكان صاحبُهُ كهلاً طاعناً جداً في السّن، تَشعر أنّه سَيَموت في أيّ لحظة وهو يُحرك أقراص الفلافل بمصفاة الزّيت في الطاجن الكبير. لكنّه، لِحُسن حظّي، وفي عدد المرّات الكثيرة جداً التي توقفْتُ عِنده فيها لأجلب الشَطائر، لَمْ يُصادف أن مات.. كانت تَشغَفُني اللحظة التي يُخرِج فيها أقراص الفلافل ويَشرع بوضعها في الشَطائر بيديه العاريتين فوق ملعقة الفول بالليمون التي يُضيفها إلى الخبز ثم يُمسك بطرف يده الأخرى قطعة مُخلّل تائهة في عُبوة زجاجية قريبة منه ويضيفها للخلطة...