نوع
موضوع
البلد
تيمور
لا أعرف من في العائلة سمّاه "تيمور" وهل إن كان يعجبه الإسم أم لا، ولا أظنّه مهتم كثيراً لللقب الذي نناديه فيه طالما نحقق له رغباته الثلاث في الحياة "الأكل، السرير الدافئ، وألا يوقظه أحد".. صاحب مزاج جيّد ويستطيع أن يختار الأوقات التي يقرر اللعب فيها.. في طفولته كان قادر على تحسين مزاجي السئ.. يظلّ ينظر إليّ ببلاهة.. يموء ببلاهة أيضاً حتى أضحك!!.. يريد أن يخبرني شيئاً لا أفهمه مثل "معلش".. "بتهون".. "كفاية نكد.. يستطيع أن يخترق وحدتي.. يظلّ واقفاً أمام الباب حتى أخرج إليه أو اسمح له بالدخول.. لا يتكلم إن كان يومي سيئاً ولا أنا اعطيه الانتباه الكافي ولكننا نظلّ ننظر لبعضنا من وقت لآخر لنتأكد إن...
بالنهاية يجمعنا البحر
في النهاية كان يجمعني وهوَ عشقُ ألوان البحر في الصباح، أيقظه مبكراً، أساعده في ارتداء ملابسه، أتلمّس عروق ساعديّه وعضلات يديّه وأرجلهُ التي لا سيقان فيها، أداري دمعةً تتسلل من عيوني وأنا أطبعُ على رأسه قبلة الصباح، مساعدة عاجلة في الوصول إلى حنفية المياه..ويمسحُ آثار الأرجل التي أخذها الله على يد الإحتلال، إفطاره جاهز، قهوتهُ أضعها في الحقيبة، أدخلهُ إلى السيارة ثمّ أخرجه بصعوبةٍ حين نصل، أضعه على الكرسيّ المتحرّك في إتجاه الموج، ظهره إليّ وإلى عمارات غزة، أراقب التقاطه لنفسٍ كبيرٍ من هواء بحر المتوسط، شارع الكورنيش فارغ تماماً إلا منّا ومن كراسيه الحجريّة الباردة ولفحات نسمات آذار، أجلسُ...
حافية القدمين
صراحة أول مرة وصلنا فيها إلى اسطنبول كنت حافية القدمين، كبطلة نزار قبّاني التي غناها كاظم وهو يخطب دلالها وهي ترقصُ أمامه، ولكن الفارق هنا أنني لم أكن أرقص ولم يكن في رجلي خلخال ذهبيّ بآلالاف الدولارات كما كان في كاحل تلك البنت في الكليب، الحذاء المهلهل الأسود الذي كان أكبر من قدمي ربطته أمّي بمطّاطة بيضاء من الخلف حتى لا يسقط.. ولكنه سقط في مياه البسفور وأنا أحرك رجليّ أثناء ركوبنا للعبّارة التي نقلتنا من الجهة الشرقية "أوسكودار" ونحن قادمون إلى هنا.. أمي لم تغضب مني أبداً.. وأنا كنت متحفزة ومستعدة لأي انفجارٍ عصبيّ منها بهدوء مبالغٍ فيه.. ولكنها لم تغضب.. صبية كنت.. ألبس عباءة سوداء لا أعرف...