عنبة الدار
كان لدينا في بيتنا القديم شجرة عنب تغطي مساحة الحاكورة كاملة.. بل وتمتد إلى جدران بيوت الجيران وأيادي أولاد الشارع وتطعم الحارة كلها عنباً طوال أيام الصيفية ويزيد.. تحتها تعلّمتُ أول مهارات الكسل والإسترخاء والنظر إلى السماء من خلال شقوق الأوراق.. التأمّل في خلق الله الضخم جداً على عقلٍ صغيرٍ كعقلي، تأكّدت أن صوتي ليس عذباً "جداً" ولن أصير فناناً عالمياً متوقعاً لهذا السبب بل أنه – للأسف الشديد - لا يصلح للإستخدام البشريّ على الأغلب.. حاولت حرق الذباب بالعدسة المكّبرة ونجحت نجاحاً باهراً.. قتلت النمل بسيول مياه "بربيش" الزرع وفصلت قرون استشعار الدبابير عن رؤوسها بمهارة جراح يحمل ندباً غائراً...