كيف عرفتُ نفسي؟
إنهُ من الغريب أن تولد بآلةٍ ترفضُ التوقفَ عن العمل، تُطرّز وتَحيك، ثم تنسُج وتَخيط، وبعدها تدمّر كلَّ شيء.. إنني أفكر طوال الوقت، أنجب في الدقيقةِ ألف حكاية، أخترعُ أولاداً وتفاصيلَ غريبةً، أجولُ في مدنٍ لا ربّ لها، ثم أعود من تلقاء نفسي إلى قيدي. أنظرُ في المرآة، أفكر في نفسي. أتساءل من أنا؟ وأسأل الرجل الذي في المرآة، هل ابتسامتي جميلة؟ كيف تعامل الناس عند رؤيتهم وجوههم أوّل مرّة؟ كيف تعرفوا على أنفسهم؟ متى بدأت أدرك أن هذا الوجه لي؟ إنني مريضٌ بالتحديق، وبالضجيجِ الطويل، أنا مريضٌ بالأسئلة وبزجاج المرايا.. في الطريق إلي، ينكر الطريق بأنهُ لي، ولا أنكر أني تائه. أجبلُ من الحناء قوتَ يومي،...