نوع
موضوع
البلد
فرح تتحدّى فرح
لطالما كنتُ أُحبُّ أن أمضيَ معظم الوقتِ لوحدي بعيداً عن الناس، و بالأخصِّ المظاهرَ الاجتماعيةَ الخدّاعةَ و الهراء، كنتُ أجدُ راحةً في أن أجلسَ بمفردي بصحبةِ كتابٍ أو أغنية، أو في ممارسةِ هوايةٍ أو تعلُّمِ شيء علميَّ جديد، أمّا ما تبقى من الوقت فقد كان يضيعُ على مواقعِ التواصلِ الاجتماعي. يمكنُ أن أعتبرَ شهر تشرين الثاني من العام ِالفائت بدايةَ مرحلةٍ جديدةٍ بالنسبةِ لحلمي و ما أسعى إليه من أهداف. في الفترةِ الممتدة ما بين تشرين الثاني ومنتصفِ آذار تغيّرت أمورُ كثيرة، و انفتَحت أبوابُ الصعودِ إلى سلّمِ الحلم... اكتشفتُ موهبةً دفينةً عندي، بدأتُ بالعملِ لأولِ مرةٍ في حياتي في مجالٍ يتعّلقُ...
الـكـلمـة
بدايةً و نهايةً وفي كلّ وقت تبقى الكلمة سيِّدة الموقف، كلَّ ما بنا يعود إلى كلمةٍ سمعناها يوماً، "أنت جميلة، عيناك تلمعان، طموحة، مشاكس، أنت عنيد، لن تنجح بهذا، أراهن لو فعلت، شعرك ليس جميلاً كفاية، أدرس جيداً، أنا فخور بك ... " ونحوه. تبقى الكلمة هي من تعيدنا أياماً وأعواماً و تواريخ و أزمنة. تنبت بداخلنا كشجرةٍ لا خريف يُشيخُها، وبها نعثر على الوجوه الأخرى للأشخاص، الوجوه التي لا يسمحون لنا برؤيتها. علمت مرة أن أحدهم بقي لأن بلغ الأربعين يحافظ على رشاقته وجسمه، والتمارين الرياضية أساسٌ في حياته، و لكن عندما اقتربت أكثر علمت أنَّ أحدهم نعته (بالبرميل) عندما كان بالثانوية لأنه لم يكن رشيقاً...
مابين الكورونا والمعكرونة?
يقول المثل رُبَّ ضارةٍ نافعة والناجح هو من يحول المحنة الى فرصة! لقد أتت أزمة الكورونا دون سابق انذار ولم تسلم منها غالبية الدول وقد أثرت بكل مجرى الحياة لتصل لمنزل وعقل كل شاب وفتاة. وكشاب في مقتبل العمر وجدت فرصة لإعادة النظر حول الحياة بشكل أكثر دقة لأعيد ترتيب الأوراق والتفكير والتخطيط لمستقبل جميل إن شاء الله، فقد بدأت بمراجعة الذات وتصويب الأفكار لأبحر في داخلي واضعاً المرساة عند كل شيء يحقق لي أهدافي في هذه الحياة. ومايسعدني أنني قد أدركت أن كل ما أسعى نحوه وأطوف إليه هو موجود لدي وملازمني أين ما أذهب؟! فقد لفتني كلام لكونفويشيوس حين قال: "إن ما يسعى إليه الإنسان السامي يكمن في ذاته هو"...
ماهو تأثير كورونا علينا ؟
جاء هذا الوباء وغزا العالم ... لم تسلم منه لا الدول الفقيرة ولا الغنية، حتى الأولى عالمياً كانت ذات عدد الضحايا الأكبر. ارتفع عدد الوفيات حتى خشينا عودة الطاعون. كان الغني مثل الفقير، كلاهما ينتظر دوره في طابور المشفى حتى يتلقى العلاج. نحن كأشخاص لم نُصب بأي شي، كانت هذه الفترة عبارة عن فترة استجمام وراحة. جلسنا ساعات وأيام وأسابيع في منازلنا، ابتعدنا شيئاً فشيئاً عن زملائنا، جامعتنا، اساتذتنا وحياتنا الروتينة. أتيح لنا الوقت لأخذ استراحة من كل شيء، لأجل التفكير في واقعنا، في أنفسنا، في تفاصيل حياتنا، في أشياء لم نكن نملك الوقت كي نفكر فيها، وحتى أشياءٌ لم تخطر على بالنا. هل ما أنا ما عليه...
ما بعد الهلع
بدأت أفقد شهيتي للأخبار فالأعداد باتت مألوفة، تتصاعد بشكلٍ أسّي ومن ثم تهبط بوقع تدريجي بطيء. لم يعد هناك شئ ملفت للانتباه... اللقاح يحتاج لسنة والوفيات تخرق حاجز العشرة آلاف يوميا أما إرشادات الوقاية فأصبحت كابوسا يلاحقنا جميعا :عشرون وثلاثون واربعون ثانية.. الكمامة غير مجدية او مجدية.. متر او مترين او اجعلها عشرة فكما يقال"لا يمكنك أن تكون أكثر حذراً من اللازم !!"... في أوضاع تشابه في طبيعتها ما نمر به حاليّاً، كانت القراءة قادرة على جذبي من أعماق الفراغ. في الحقيقة لم تكن الروايات تستهويني كونها مجرد "أخيلة كتابها" وكونها بلا فائدة."ومن قد يحتاج للفائدة الآن" هذا كان تعبيري مع أول رواية لي...
روح تنشد السعادة
أنّى لي أن أنظر للحياة بعين الأمل أم بعين الألم حيث الدموع المتكرّسة والمأساة المتكرّرة ؟ أيهما أصدق يا ترى؟ في الواقع، الفرق بينهما هو موقع حرف واحد بين الأمل والألم. ولكن كل بشريّ هنا قد اختار ما يناسبه ليجعل الأمل مصدر قوّته و سعادته. أمّا أنا فلم أجد لنفسي موقعا داخل هذا الزّحام. كلّ ما عساني فعله أني أغدو عبدة أرضخ تحت براثن العقل والافكار، التي باتت كالفرس المرتجف، كلّما حاولت مسك لجامه والتّحكم فيه إلاّ وزاد صدى صهيله في داخلي. أ فيعقل إذن أن يرضى الإنسان بعد الحرّية التي حارب من أجلها أن يعيد سيناريو العبوديّة ولكن بينه و بين نفسه ؟ وما أنا قابعة في إحدى زوايا غرفتي أبحث عن منفذٍ...
نسيان
في مشهدٍ من فيلمٍ مصريِّ، تجلسُ امرأةٌ كبيرةٌ في العمر -نامت خطوط العمرِ عند ابتسامتها- على كرسيٍّ خشبيّ اهترأت تفاصيله إلى أن استسلم للأرضِ، كانت واضعةً أمامها علبة مجوهراتها التي اقتنت كلَّ غرضٍ فيها بعناية فائقة، فنحن النساء نعطي أهمية كبيرة للأشياء التي تلمع على أعناقنا و وأيدينا و كأنَّنا نحنُ من نُضيئها، كانت تخبر فتاة عشرينية جالسة أمامها تتأمَّل بريق عينيها وهي تقول: "كل حاجة من دي ليها حكاية بس مش فكراها" مشهدٌ يُعيدُك مبصراً حتَّى وإن كنت أعمى الشعور .كم من أمور نخشى نسيانها في الحياة! الخطوة الأولى، واللحن المفضّل، والطريق إلى المكان الذي سميناه كما أحببنا -الطرقات التي وجدت بها...
إضاءات شبابية في عتمة الحجر المنزلي
فجأة، ودون سابق إنذار تغير نمط الحياة اليومية بسبب فيروس كورونا ومافرضه التصدي له من إجراءات وقائية أهمها الحجر المنزلي، الذي يعد سلوكاً جديداً غريبا لدى كثيرين، حيث يحد من حريتهم وتنقلاتهم، لاسيما لدى الشباب والأطفال. ولكن وسط العتمة ثمة ضوء، حيث قرر الشباب والأطفال القضاء على الملل بين الجدران الأربعة بهوايات يحاولون من خلالها جعل أيامهم أجمل وأكثر إيقاعاً وسط الجمود والقيود التي فرضها كورونا على الحرية.
كيف ننقذ أحلامنا؟
ليست كلُ الأماكن تستطيعُ احتوائنا، بعضُ الأماكنِ كالحُفر قد تبتلعنا دونَ سابقِ انذار، وهي الأماكنُ ذاتها التي تحرقُ الكثيرَ من مشاعرنا، وتستبدُ أحلامنا وتستكثرُ تحقيقها. ليست كٌل الأماكنِ آمنة، فبعضُ الأماكن تستعمرُ قلوبنا دون احتواءها، هي ذاتُها التي تنحر الكثيرَ من رغباتنا وتأكل من ذكرياتنا وتجعلنا مُختلفين لا نشبهُ أنفسنا، فقط عند الخطوة الأولى التي نخطوها فيها. في أولِ مرةٍ خطت قدماي ذلك المكان أخذت حياتي تسيرُ بطريقةٍ مُختلفة لم أعهدها يومًا، بطريقةٍ لم أألفها ولم أعتدها، وها أنا الآن أقفُ مرةً أخرى عندَ عتبةِ بابِ هذا المكان للمراتِ الأخيرة لأنني استطعت أخيراً الرحيل عنه، أو بالأحرى...
ظاهرة التنمر المجتمعيّ، الكلّ ضحايا والجميع متهمون!
#مدام_فاتن، ظاهرة اجتماعية شغلت الرأي العام والمجتمع المدنيّ وما أوصله من أصوات إلى الجهات المختصة والمعنية. من منّا لا يعرف من هي المدام فاتن! وكيف نجهلها والفيديوهات شغلت مختلف وسائل التواصل الاجتماعي وأعلنت الحرب عليها. عندما نرى خطأ وسلوكاً غير محترم، وكلاماً غير موزون وتصرفاً لا يليق بمكان عمل وخدمة مجتمع، ونلحظ عدم الاكتراث بما لهذه التصرفات من عواقب "قول لمين ما بدك"، من الطبيعي أن تكون ردة الفعل غاضبة بل هجومية حتى. لكن هل من الطبيعي أن يصل بنا الأمر إلى التشهير بها وبسمعتها؟ والتطرق إلى مظهرها وهيئتها والاستهزاء والسخرية من شكلها و جسدها! ولم يكتف المجتمع على السوشال ميديا بهذا فقط،...
تيمور
لا أعرف من في العائلة سمّاه "تيمور" وهل إن كان يعجبه الإسم أم لا، ولا أظنّه مهتم كثيراً لللقب الذي نناديه فيه طالما نحقق له رغباته الثلاث في الحياة "الأكل، السرير الدافئ، وألا يوقظه أحد".. صاحب مزاج جيّد ويستطيع أن يختار الأوقات التي يقرر اللعب فيها.. في طفولته كان قادر على تحسين مزاجي السئ.. يظلّ ينظر إليّ ببلاهة.. يموء ببلاهة أيضاً حتى أضحك!!.. يريد أن يخبرني شيئاً لا أفهمه مثل "معلش".. "بتهون".. "كفاية نكد.. يستطيع أن يخترق وحدتي.. يظلّ واقفاً أمام الباب حتى أخرج إليه أو اسمح له بالدخول.. لا يتكلم إن كان يومي سيئاً ولا أنا اعطيه الانتباه الكافي ولكننا نظلّ ننظر لبعضنا من وقت لآخر لنتأكد إن...
ما بين لُجوء وحَياة .. أَمَلْ
بين أمَان وسَكن .. وبين عتمة وخوف بين ضفتيّ نهر .. وبين غرق البحر بين ويلات الحرب وضحكات الأَمَلْ.. انتقلت المسمّيات من "مواطن" إلى "لاجئ"! كحال العديدين من سكّان المدينة.. ولكنّ الحال هنا يختلف.. ______ الأردن – السّلط – 2015 أَمَل.. من سكّان مدينة حمص مواليد عام 2010 ولم تملك من سنواتها الحمصيّة سوى خمس ياسمينات. تفرّدت بسَمَارِها الجاذب ورموش عيناها التي تشبه سيوف المُحَرَّرِين قوّةً وجمالاً. غادرت حمص ملوّحةً لنا بقبلات وداعها في أوائل عام 2015 واضّطرت للمبيت في مخيّم على الحدود السّورية الأردنيّة لثلاثة أشهر، مع عائلتها "والدها ووالدتها الحبلى وشقيقتها". لم تكن حياة المخيّم حينها تُحسب...
وأنت، ماذا فعلت؟
لا أعلم لماذا قفز إلى ذاكرتي الباص الذي ذهبت فيه إلى المدرسة منذ سبع سنوات.. لقد كان "هيكلاً" للباص إن صح التعبير، لا يوجد نوافذ ولا أبواب، فقط بعض الأعمدة الحديديّة الصغيرة التي تستطيع التمسك بها لئلّا تقع، كانت المعلمة تحاول جاهدة في إبعاد الأطفال عن النوافذ المفتوحة والتي تدخل منها الرياح كما تشاء وتلعبُ في الداخل، أذكر أيضاً كيف تأخرنا على المدرسة ذلك اليوم لعدم توفر الوقود الكافي للباص، ثم أخيراً، وصلنا. كانت المدرسة كحال الباص تماماً، مدمّرة لم يبقى منها سوى اسمها وبعض الصفوف الداخلية التي تراكم بها الأطفال بحثاً عن معلومة ما لتفيدهم، الإناث في صفوف، والذكور في صفوف أخرى "أووه كم هذا ممل...
المجموعة الاستشارية الشبابية في العراق
على لِسان الحربْ
خُلقت بصرخة.. دوّت أرجاء الحيّ، فأيقظتُ قلوب النائمين، واستيقظوا من سباتهم متعجّبين لصوتي.. ما هذا؟! ومن أين أتت تلك الصّرخة!؟ في ليلتي الأولى أرعبتُ أبناء الحيّ وهززت كيانهم، وفي ليلتي الثانية أربكتُ الأحياء المجاورة، وفي لياليّ المتتالية.. أصبح صوتي صدىً تردده كلّ الجدران والأحياء.. أصبح عمري سبع سنوات! ولم أحتفل يوماً بميلادي كما تحتفلون أنتم! بدأ الشّيب يجتاح رأسي مبكراً، وبدلاً من أن أرى أسناني تظهر.. رأيتها تقع سنّاً وراء الآخر.. سنةً وراء الأخرى.. مررت بأحياء كثيرة، وتخيّلوا أن اسمي كُتب على جدران عديدة! اضطررت للمبيت في بيوت عديدة، وكان مبيتي في تلك البيوت عقاباً لأصحابها، فالعديد ممن...
خذ موقفاً وتحدث بجرأة من أجل #القضاء_على_العنف
الطبخ بروح التفاؤل مع المناصر المغربي الشيف عمر
مفتاح
تدرك أنك في صدام مع ما حولك عندما ترى ما حولك...... لتراهم حولك، و في ذات الوقت أنت وحيد، شفاف لا تُرى و ضعيف لا تُسمع، لا تستطيع المقاتلة للدفاع عن صوتك لأن تُرسك تم الاستهزاء به و سيفك لا يقطع ورقة. يتحول صوتك تدريجيًاً لذبذبات أخفض من أن يتم الاستجابة لها و في ذات الوقت... أصواتهم تهز جبالك و تولد زلازل، زلازل تحرك مافي داخلك من أفكار و مشاعر، زلازل لن تبقيك على ما أنت عليه. لكن كن واثقاً، أن هذه الزلزال قد تدمر دياراً.. و قد تخلق أودية أخضر من أوراق التفاح التي أنزلتنا. لن تخرج من زلازلك كما أنت، سيعاد ترتيب مكنوناتك و هنا المعركة الحقيقة..... من سيعيد ترتيبك؟ هم؟ أم أنت؟ _ _ _ كان الجوع...