نوع
موضوع
البلد
ما وراءَ كواليسي (الجزء الأوّل)
طويلٌ حدِّ الخَصر، قصيرٌ إلى حدِّ الكَتِف، طويلٌ مرةً ثانية، متوسطُ الطّولِ مع الغُرّة، طويلٌ مرةً ثالثة إلى حدِّ الخَصر..أو أكثر، قصيرٌ جداً ثُمَّ مَحلوق… كانَ هذا شعري مُنذُ أيّار 2016 و حتّى حُزيران 2019 يا ليتني أستطيع بتر جزء من الوعي، لماذا ؟ عِندَ الانتقالِ مِن مرحلةٍ عُمريةٍ إلى أُخرى، نبدأُ باكتسابِ قَدرٍ مِنَ الوعي الّذي يُرافقُنا في مسيرةِ فِهمِ الحياةِ مِن حَولنا...لَم أُتِمَّ الخَامِسةَ عشرَ مِن عُمري عندما بدأتُ أدرِكُ المشاكلَ و الخَساراتِ و الضّغوطِ بطريقةٍ مُختلفة، أَكثرَ وَعياً و نُضجاً بعضَ الشّيء. أُولى التّجارُبِ السّيئة كانَت خسارةُ صديقتَينِ مُقربتَينِ جِداً، إحداهُنَّ...
ما وراءَ كواليسي (الجزء الثَّاني)
قد تَعجَزُ في بعضِ الأحيان عَن كِتابَةِ أفكارٍ و مشاعِرَ مُرتبطَةٍ بذكرياتَ سيّئة، قد تُخيفُكَ فِكرةُ أَنَّ هذهِ المشاعِرَ ستتجسَّدُ أمامَكَ على هيئةِ كَلمات، و لَكِن قد يكونُ هذا سَبيلاً لتنظيمِ الفَوضى الّتي تَزدادُ في باطن عَقلِكَ يَوماً بعدَ يوم. ولذلكَ سأكتُبُ ما أستطَعتُ تنظيمَهُ مِن أفكار. كانت الأشهُرُ السِّتَةُ الأُولى من تلكَ السَّنةِ كالكابوس، ضَغطٌ دِراسيٌّ خَياليّ، ساعاتُ نومٍ لا تتجاوزُ الثّلاث أو الأَربَع، مشاكلٌ و خسارةُ أصدقاءَ كُثُر، حياةٌ اجتماعيّةٌ شِبهُ معدومة، يأسٌ و تَشَاؤم، مشاكِلُ صحيّةٌ، كَمٌ هائلٌ من المشاعِرِ المُرعبَةِ الّتي -وإِن هربتُ مِنها- كانَت تُعاوِدُ...
الحجر الصحي وألعاب الوحدة
العالم لن ينتهي، سيهدأ الموت قليلاً، وستنتهي الجائحة لا محال، فتاريخ أسلافنا يشهد لنا بقدرتنا على التصدي والتأقلم. لكن، ماذا هنالك بعد العودة؟ هل سنهرع لعيادات الأطباء النفسيين؟ أم سنلجأ لقصص الحبّ التي صمدت في وجه الحجر؟. بعد ظهور الـcovid-19 وإعلان الحجر الصحي العام، واجه الإنسان ضعفه الأزلي بالبقاء وحيداً، وتخليه عن غريزة الجماعة التي صنعت منه ما هو عليه، وشعرَ في قرارة نفسهِ بطعنةٍ في كبريائه؛ لعدم قدرتهِ على مواجهةِ كائن لا يتجاوز حجمه بضعة ميكرونات. لم أكن كائناً اجتماعياً، أشبه شجرة السنديان التي تصاحبها السماء والفصول وعلاقاتٌ منتهية الصلاحية. حيطان الجيران لا تعني لي شيئاً، غرفتي هي...
عدالة الإنتقام!
كلُّ الذين غفوا في هذا العالم استفاقوا، أكانَ حلماً ثقيلاً، أو كابوساً نستطيع أن ننسى تفاصيله بعد رؤية ضوء الصباح أو شُرب قهوتنا الساخنة. كان لدينا حلم جميل حول أنفسنا، وكنّا نصبوا إلى تحقيق مجتمعنا الفاضل، المجتمع الذي نرى فيه أهل الشمال كأهل الجنوب، وحضارة الغرب تتنفس من روح الشرق، ونتمنى أن نسموا على شرطنا، وتقلّبات أحوالنا. لكن الجنوح على مفترق التأملات، والأماني فتح فيه جرحاً، وبدأ الجرحُ ينزف ويضمحل. وراح يتخذ، مع ضموره، أشكالاً وتسميات، تيارات وانتماءات، أنظمة وتحالفات، سياسات وإيديولوجيات. وكأن الإنسان رهن ما مَلَكت يداه، وعَبد ما صنع ورفع. وبين حين وآخر، ننتبه إلى ضياعنا، وحجم خسارتنا...
قصّة اللوحة
رسم فنانٌ لوحة، و ظن أنها الأجمل على الإطلاق، فأراد أن يتحدى بها الجميع فوضعها في مكان عام و كتب فوقها العبارة التالية : "من رأى خللا و لو بسيطا فليضع إشارة حمراء فوقها" . عاد في المساء ليجدها مشوهة بإشارات حمراء تدل على خلل هنا و هناك لدرجة أن اللوحة الأصلية طمست تماما ، ذهب إلى معلمه و قرر ترك الرسم لشدة سوئه .. فأخبره المعلم بأنه سيغير العبارة فقط ، و رسم ذات اللوحة و وضعها بذات المكان .. و لكنه وضع ألوانا و ريشة و كتب تحتها : " من رأى خللا فليمسك الريشة و ليصحح " . فلم يقترب أحد من اللوحة حتى المساء و تركها أياما و لم يقترب منها أحد . و هنا جوهر القصة [ فقال المعلم : " كثيرون الذين يرون...
ماهو تأثير كورونا علينا ؟
جاء هذا الوباء وغزا العالم ... لم تسلم منه لا الدول الفقيرة ولا الغنية، حتى الأولى عالمياً كانت ذات عدد الضحايا الأكبر. ارتفع عدد الوفيات حتى خشينا عودة الطاعون. كان الغني مثل الفقير، كلاهما ينتظر دوره في طابور المشفى حتى يتلقى العلاج. نحن كأشخاص لم نُصب بأي شي، كانت هذه الفترة عبارة عن فترة استجمام وراحة. جلسنا ساعات وأيام وأسابيع في منازلنا، ابتعدنا شيئاً فشيئاً عن زملائنا، جامعتنا، اساتذتنا وحياتنا الروتينة. أتيح لنا الوقت لأخذ استراحة من كل شيء، لأجل التفكير في واقعنا، في أنفسنا، في تفاصيل حياتنا، في أشياء لم نكن نملك الوقت كي نفكر فيها، وحتى أشياءٌ لم تخطر على بالنا. هل ما أنا ما عليه...
ما بعد الهلع
بدأت أفقد شهيتي للأخبار فالأعداد باتت مألوفة، تتصاعد بشكلٍ أسّي ومن ثم تهبط بوقع تدريجي بطيء. لم يعد هناك شئ ملفت للانتباه... اللقاح يحتاج لسنة والوفيات تخرق حاجز العشرة آلاف يوميا أما إرشادات الوقاية فأصبحت كابوسا يلاحقنا جميعا :عشرون وثلاثون واربعون ثانية.. الكمامة غير مجدية او مجدية.. متر او مترين او اجعلها عشرة فكما يقال"لا يمكنك أن تكون أكثر حذراً من اللازم !!"... في أوضاع تشابه في طبيعتها ما نمر به حاليّاً، كانت القراءة قادرة على جذبي من أعماق الفراغ. في الحقيقة لم تكن الروايات تستهويني كونها مجرد "أخيلة كتابها" وكونها بلا فائدة."ومن قد يحتاج للفائدة الآن" هذا كان تعبيري مع أول رواية لي...
بدأت الفوضى !
"مضا شهران منذ أول رنين لناقوس الخطر الذي أنذر بحال غير معتاد، حال يعيدنا بالذاكرة إلى شتى الأوبئة والكوارث التي حلت بالعالم .. كل عناوين الأخبار و الصحف تتشدق ضد كبرياء البشر. بدأت الفوضى ! استقبلت هذا الخبر بهدوء، بلا مبالاة تارةً وبانفصالٍ عن الواقع تارةً أخرى. كان كل شيء يُغلق .. من نوافذ غرفتي حتى شوارع المدينة .. كحال الإنسان المغترّ بنفسه، سأفعل كذا وكذا، سأكمل رتوش لغتي الإنجليزية، سأتابع الإيطالية، سأتقن المهارة تلك .. والعديد. ككل مرّة .. وككلّ إغلاق ذاتيّ مني .. كانت روحي تقصد عديداً آخر. الناس حولي تتذمر، تريد الخروج، تريد متابعة الحياة ، وتتقافز من الخوف، تتنبأ ! وتتفاءل .. هه...
عَيان
تحاول دوماً نسيان الأمر برمّته.. إلّا أنّك تتذكره في كلّ شهيقّ وزفير..! تغمض عيناك لتجد الأمر معلّقاً بين جفنيك.. لا بأس بتلك المحاولات العديدة، لا بأس بالحوارات التي تحصل داخل عقلك وتلك الأسئلة التي تعيث خراباً في دماغك.. لا بأس بتلك اللحظات الجنونيّة التي تأتي إلى بالك فلا تستطيع تنفيذها إثر انخمادها.. لا بأس بتلك اللحظات السّعيدة التي ضاعت سدىً.. لا بأس بتلعثم كلامك أثناء نسيانك ما تريد التكلّم عنه لضياع عقلك منك.. لا بأس.. لا بأس بتلك الانهزامات التي تأكلك من داخلك.. لا بأس بالأيام التي تمضي وأنت واقفٌ مكانك لا تشعر بها ولا بأيّ شيء يحيط بك. ________ دقّ ناقوس الحقيقة.. دقّت ساعة الاعتراف،...
هل توقفنا عن الإيمان بالكتب؟
هل توقفنا عن الايمان بالكتب؟ وهل استطاعت الثورة التكنولوجية أن تذهب باهتماماتنا نحو اتجاه جديد؟ انه العصر الرقمي الذي منذ دخلناه حتى زادت الرغبة في رقمنة كل شيء في حياتنا باندفاع جنوني، أصبح كل شيء رقمياَ وحلّت التقنيات الحديثة محل الأساليب القديمة، لكن ماذا عن الكتب! لطالما كانت الكتب والروايات جزءا من هويتنا البشرية من منّا لم يختبر شعور إمساك كتاب في يديه. سواء أكان هدية جديدة أو كتاب اقترضناه من مكتبة رائعة، أو ربما كنز عائلي محبوب منذ فترة طويلة من إعادة القراءة ... هي تلك اللذة في تقليب الصفحات الواحدة تلو الأخرى، العيش في مغامرة نُسجت بين السطور، العيش في مشاعر مختلطة تسودها مجريات...
حرب عالميّة بلا أسلحة! وعدوّنا واحد..
تخيّل .. تخيّل نفسك تستيقظ من نوم عميق إلى حبس مقفول بقفل لا مفتاح لهُ، لا يمكنك الخروج أبداً، لا يمكنك بعد شرب قهوتك أن تذهب خارج عتبة منزلك، لا يمكنك ممارسة الرياضة الصباحيّة مثلاً، ولا الذهاب إلى الدوام والعمل، و لا إلى الجامعة! حبس ليس بذنب اقترفته ولا بجرم ارتكبته، ليس بعمل أقدمت عليه ليس بسرقة ولا بقتل ولا بشئ سوى أنك استيقظت في هذا الزمن بالتحديد ! يدعونه: (الحجر الصحي) هذا الذي تخيّلته الآن . نشرات أخبار، عنواين مستعجلة وتحذيرات عالميّة، من وباء إلى جائحة انتقلنا، من مدينة كانوا يطلقون عليها أمثال من كثرة بعدها (اطلب العلم ولو في الصين) إلى منزلك الآن، إلى حيّك وحارتك وقريتك . من مدينة...
كيف تعتني بنفسك في هذه الأوقات المُرهِقة؟
روح تنشد السعادة
أنّى لي أن أنظر للحياة بعين الأمل أم بعين الألم حيث الدموع المتكرّسة والمأساة المتكرّرة ؟ أيهما أصدق يا ترى؟ في الواقع، الفرق بينهما هو موقع حرف واحد بين الأمل والألم. ولكن كل بشريّ هنا قد اختار ما يناسبه ليجعل الأمل مصدر قوّته و سعادته. أمّا أنا فلم أجد لنفسي موقعا داخل هذا الزّحام. كلّ ما عساني فعله أني أغدو عبدة أرضخ تحت براثن العقل والافكار، التي باتت كالفرس المرتجف، كلّما حاولت مسك لجامه والتّحكم فيه إلاّ وزاد صدى صهيله في داخلي. أ فيعقل إذن أن يرضى الإنسان بعد الحرّية التي حارب من أجلها أن يعيد سيناريو العبوديّة ولكن بينه و بين نفسه ؟ وما أنا قابعة في إحدى زوايا غرفتي أبحث عن منفذٍ...
صراع
أهرب مرة أخرى من عالم الحبيب إلى عالم الكتابة، أهرب إليه متضجراً من كبت المشاعر في جوفي، فلا أحد يستطيع حبس أنفاسه إلى الأبد، إلا من كان يريد الموت، وأنا لا أريدُ الموتَ لما في داخلي. ها أنا أتثاقل على قلمي لأكتب ما جرى وأرمي بثقل قلبي على ورقتي محرراً مشاعري و أحزاني، كلماتي و كل ما يختلج داخل صدري تاركاً روحي لتنساب في نهرٍ هادئٍ بلا أمواج ولا صخور. عالمي ليس كعالمكِ يا عزيزتي، إنه لطيف سميع يسمعني فقط، ولا يجرحني كما أنتِ تفعلين.. يجيئ هذا بعد الصراع اليومي بين اشتياق قلبي و كبرياء عقلي. وكما جرت العادة، تعلنُ جوارحي الانصياع لسيلان المشاعر تجاهك، فلم أجد نفسي إلا بعد أن تخللت حروف كلمات...
خيبةُ أمل
توفيتُ منذ ساعتين من الآن .. أجل .. أجل .. أنا الآن ميتة .. حتى أنا لا أكاد أصدق كيف حصل الأمر فجأة .. كنت أعتقد أن كبار السن هم فقط من يأخذهم الموت .. لكنّي الآن ميتة .. أنا طفلة الأربعة عشر عاماً .. عندما كنت طفلةً في الخامسة ماتت جدتي التي لطالما أحببتها .. فقدانها آلمني .. لطالما حنت عليَّ وضمتني لصدرها لتنسيني حياتي القاسية .. أتعبني فراقها حدَّ المرض .. حينها أخبرتني أمي أن الموت حملها للسماء وصارت طيفاً .. كلما اشتاقت لنا زارتنا .. من يومها لم يعد الموت يخيفني .. إلى أن مررت به الليلة .. لم يكن الأمر وردياً كما صوّرته لي أمي .. لقد كان مؤلماً وقاسياً .. جاءني على صورة رجل بشع ومخيف في...
نسيان
في مشهدٍ من فيلمٍ مصريِّ، تجلسُ امرأةٌ كبيرةٌ في العمر -نامت خطوط العمرِ عند ابتسامتها- على كرسيٍّ خشبيّ اهترأت تفاصيله إلى أن استسلم للأرضِ، كانت واضعةً أمامها علبة مجوهراتها التي اقتنت كلَّ غرضٍ فيها بعناية فائقة، فنحن النساء نعطي أهمية كبيرة للأشياء التي تلمع على أعناقنا و وأيدينا و كأنَّنا نحنُ من نُضيئها، كانت تخبر فتاة عشرينية جالسة أمامها تتأمَّل بريق عينيها وهي تقول: "كل حاجة من دي ليها حكاية بس مش فكراها" مشهدٌ يُعيدُك مبصراً حتَّى وإن كنت أعمى الشعور .كم من أمور نخشى نسيانها في الحياة! الخطوة الأولى، واللحن المفضّل، والطريق إلى المكان الذي سميناه كما أحببنا -الطرقات التي وجدت بها...
تغلب على المدرسة
عالم من الحب والسلام ـ في اليوم العالمي للطفل
لمناسبة اليوم العالمي للطفل ، والحملة الدولية لمنصة (أصوات الشباب) في تقديم رؤية جديدة للعالم الذي نريد أن نراه بعد انتهاء فيروس كورونا ، أقدم رؤيتي من خلال لوحتي المعنونة (عالم من الحب والسلام) ، أقول فيها : (أتمنى عالماً أجمل مع طبيعة خضراء، وغذاء صحي، وسلام، ومزيد من الروح الرياضية، عالماً ينال فيه كل طفل السعادة والحياة الكريمة. حياة كريمة تحتوي على كل ما يفيد الطفل. الحب والسلام يكفلان كل الحقوق). سماء الامير من العراق. #أصوات_الشباب #اليوم_العالمي_للطفل