إلى أين بعد؟
أمشي اليوم في الطرقات وأجد وجوهاً شاحبة، وكل من يمر بجانبي يترك رائحة السؤال "إلى أين بكل هذا؟". منذ أعوام سمعت سؤال أحدهم: ما هي الشرور التي زرعناها لنحصد هذا الخراب كله؟ و أنا الآن أجيب يا سيدي السائل، نحن لم نزرع شيئاً لأنَّ أمثالنا لا يملكون أرضاً، لا نملك حبة قمح أو حتَّى رغبةً في شرٍّ لنزرعه. هذه الحرب لم تنجب إلاَّ من أحبَّهم أمل دنقل. نحن التائهون في هذا الخراب، نحن من تلقون في أحشائنا ما زرعتم، تلقون الحروب، و الفقدان، والخوف، والغلاء ورائحة الموت. أكتب باسم السائلين على أبواب المساجد، وباسم الأمّهات التي تلتصق بزوايا الطرقات تضع طفلها في حضنها عله يثير شفقة المارَّة إن لم تحرِّكها هي...