نوع
موضوع
البلد
الأجوبة في عيونهم
في عام 2017 – 2018 – 2019 قابلت العديد من الأطفال في مختلف المناطق منهم من كان وحيداً ومنهم من كان طبيعياً ومنهم من كان يتيماً ومنهم من كان رضيعاً ومنهم من كان والداً لإخوته، وأماً لإخوتها، ومسؤولاً عن عائلته.. اختلفت أحوالهم وأوضاعهم ولكنهم بقوا على ما هم عليه.. أطفال اختلفت ألوانهم وأشكالهم وأجناسهم وأسمائهم وبقوا جميعهم أطفال اختلفت بيئتهم ومنازلهم ولهجاتهم وعاداتهم وبقوا أطفال اختلفت عيونهم وألوانها ورسماتها وما زالوا أطفال! تجبرهم الحياة دوماً على أن يختلفوا عما هم عليه، عن طفولتهم وبُنيانهم، تجبرهم ليصبحوا أكبر بكثير من كرة القدم ودمية العروس تجبرهم على الانحناء تحت سيارة أحدهم ليقوموا...
لكل طفل فرصة.. دعونا نجعلها "فرصة عادلة"
عندما كنت في الخامسة من عمري، وبت أستطيع إمساك القلم والرسم به للتعبير عمّا يجول بخاطري من عالم محيط بي.. وقتها بدأت بمحاولة وضع بعض الخطوط والدوائر في محاولةٍ مني لرسم أبي وأمي، كانت تلك أول لوحةٍ كاملة بالنسبة لي، وبعدها لم أرى فائدة من متابعة الرسم فقد وجدتُ ضالتي. خلال وجوده في مركز الإيواء مع زملائه، الذين استطاعوا جمع ملامح أهلهم من وحي الذكريات التي تجمعهم بهم حيث افترقوا عنهم إما بسبب الموت أو النزوح. "آدم" طفل كغيره من أطفال هذا البلد الحزين، ذنبه الوحيد أنه ولد عام 2007، وعندما طلبتُ منه رسم لوحةٍ أخرى عنوانها "الحلم" بصفتي مدربة تأهيل وتمكين لليافعين الصغار، أشار بإصبعه الصغير للوحة...
كيف تدعم حقوق الأطفال
العنف القائم على النوع الاجتماعي: قراءة في فيلم الدوكيودراما "هدوء"
الإنسانة لا تولد امرأة بل تصبح واحدة" قالتها سيمون دي بوفوار عندما تعلق الأمر بالحديث عن الجندر (مصطلح يستخدم لوصف النوع الاجتماعي)، وهو الفرق بين الرجل والمرأة من الناحية والدور الاجتماعي لكل منهم. تذكرت تلك العبارة وأنا في محاولة لأكتب عما دفعني لإخراج فيلم "هدوء" الذي تناول قضية العنف القائم على النوع الاجتماعي، قصصي في الفيلم هي قصص كل فتاة تقرأ كلماتي الآن، قصصٌ لا نجرأ على الإفصاح عنها حتى في أسوأ كوابيسنا، قصصٌ أخفيناها عن أقرب الأشخاص لنا، قصصٌ تجعلنا نعيش مخاض اللحظة كل يوم، ليس لأننا نوستالجيين (مصطلح يستخدم لوصف الحنين للماضي) بطبيعة الفطرة بل لأن الجاني في كل قصة مازال قريباً...
خطر ال ( لِمَ )
"مجدٌ"، الطفل الذي حذره أبوه من الدببة قبل أن يعي خطرهم على حياته "لوزٌ"، الدبُ الذي حذرته والدته من البشر قبل أن يرى خطرهم على بني جنسه في السلسلة الكرتونيّة لوز وسكر التي شاهدها آلاف الأطفال وآلاف الأهالي ولم يفقه كثيرٌ منهم مغزى ما يشاهده أطفالهم .... ما تعرضه السلسلة الكرتونية لوز وسكر مايلي: لوز ومجد يلتقيان، وفي البداية يتراجع الطرفان خوفاً والتزاماً بتحذيرات ذويهم، ولكن مجد أحب لوز وناداه فاستجاب له لوز وما لبث أن بدأ الدب اللعب مع الطفل مجد وأصبحا صديقين ثم أتت الدبة بينتو والدة لوز وأخذته ووبخته عما فعله بالاقتراب من البشر وهذا ما حصل لمجد أيضاً حين وجده أبوه يلعب مع دب صغير في حضرة...
إلى اللقاء
الثانية وخمسة عشر دقيقة عصراً طريق بيروت - حمص الخامس والعشرين من شهر شباط لعام ٢٠٢٠ _______ يُعدّ هذا الطريق من أكثر الطّرق التي شهدت على دموعي وغصّات قلبي وتنهّدات الحزن اليتيمة. في كل مرّة أشعر وكأنها المرّة الأولى رغم تكرارها... مرورنا بالحزن لا يعني تجاوزنا له، فمجرّد تكرار الحالة، تعيد الحزن ذاته في كل مرّة .. بالدموع ذاتها بل وأكثر.. لكننا نتعب! أن تعيش الألم بشكل دوريّ بدرجات متفاوتة، أن تختبر الفراق كل فترة، أن يذوب قلبك شوقاً، أن تبكي قهراً.. ضعفاً لا قوة.. خضوعاً أمام أحضان الوداع.. لا زلت أؤمن أن اللقاءات المؤقتة مؤلمة.. لا يوجد عتبة للألم عند الوداع أو مضاد للنهايات.. لا سقف...
إلى أين بعد؟
أمشي اليوم في الطرقات وأجد وجوهاً شاحبة، وكل من يمر بجانبي يترك رائحة السؤال "إلى أين بكل هذا؟". منذ أعوام سمعت سؤال أحدهم: ما هي الشرور التي زرعناها لنحصد هذا الخراب كله؟ و أنا الآن أجيب يا سيدي السائل، نحن لم نزرع شيئاً لأنَّ أمثالنا لا يملكون أرضاً، لا نملك حبة قمح أو حتَّى رغبةً في شرٍّ لنزرعه. هذه الحرب لم تنجب إلاَّ من أحبَّهم أمل دنقل. نحن التائهون في هذا الخراب، نحن من تلقون في أحشائنا ما زرعتم، تلقون الحروب، و الفقدان، والخوف، والغلاء ورائحة الموت. أكتب باسم السائلين على أبواب المساجد، وباسم الأمّهات التي تلتصق بزوايا الطرقات تضع طفلها في حضنها عله يثير شفقة المارَّة إن لم تحرِّكها هي...
قصّة لاجئ
لاجئ.. سوري، فلسطيني، أو أيٍّ كان، كلمة لاجئين تتصدر عناوين الأخبار، الصّحف المحليّة أو العالمية، الكل يتحدث عن اللاجئين.. في الواقع، لم أكن أعرف معنى هذه الكلمة من قبل، حتّى اشتعلت الحرب. أصبحت قصص و روايات اللاجئين تُروى في المجالس، يستمع لها الصّغار و الكبار، منها ما هو مروّع ومنها ما هو خيالي وغير واقعي إطلاقاً. أناس غرقوا في البحر، و آخرين انفجر بهم اللغم الموجود على الحدود، أما آخرون، فقد تم الاحتيال عليهم وسرقتهم بعد أن باعوا أغلى ما يملكون ليسافروا إلى بلد آخر باعتقادهم ستؤمن لهم الأمن والسلام، و آخرون أيضاً ظلّوا مفقودين لا أحد يعرف مكانهم إلى الآن.. سأروي لكم اليوم ثلاث قصص عن رحلة...
الملائكة المعذّبون
"رغم كوني أبلغُ عشرُ سنوات من العُمر, إلا أنني أشك في ذلك. اسمي ملاك, ولدت وترعرعت في مدينة حلب السورية, والدتي توفت جرّاء قذيفة حرب طائشة وماتت معها كلّ أحلامي, أما أبي فلا أدري لماذا أمسك بأيدي أخوتي وطار بهم بعيداً دوني. طفولتي كانت محصورة بين أواني المنزل العديدة والحمامات الضيّقة, حتى وفاة أمي وهجران أبي لي ازداد الوضع سوءاً, حيث فرضت عمتي سلطتها عليّ بالقوة وجعلت نفسها وليّة أمري, فقامت بإخراجي من المدرسة وحرمتني من حقي في التعليم كي تأجرني عند أصحاب المنازل الفخمة لأكنس وأمسح, ولتأخذ هي و زوجها المال مني دون أي حق لي فيه. تحمّلت الضرب والشتم وشتّى أنواع الاستهزاء منها ومن زوجها بسببٍ...
صراع الفتيات مع التقاليد، إلى متى؟
كنت لم أكمل عامي الثاني عشر بعد حين طرق بابي بعض النسوة وسألوا عن حالتي،عن عمري و دراستي ثم صارحوني بقولهم: "أحببناكِ جداً ونريد منكِ أن تقبلي بابننا شريكاً لكِ في حياتك" كنتُ صغيرة ولم أفهم حتى ماذا يعنون بهذا الكلام، و راحوا يتحدثون لي كم ستصبح الحياة جميلة وسعيدة إذا قبلت بهذا العرض وأصبحت جزءاً من عائلتهم, رفضت بقولي أنني أريد استكمال دراستي، ففاجئوني بقولهم: "أنتِ فتاة، ونهايتك ستكون في بيت زوجك". كيف يمكن لطفلة في الثانية عشر من عمرها أن تتزوج شاباً في الثالثة والعشرين؟ حين حدثت معي هذه القصة، كنت في بيئة جديدة مُغايرة عن البيئة التي عشت فيها سنواتي القليلة و انتقلت إليها بسبب الحرب،...
تذكرة العودة..لو سمحت
شك ..
إذن! كيف يتعامل مع ذاته من يشعر بشك تجاه كل شيء : أقدم المبادئ، وأجمل العادات، وأقدس الطقوس كيف يدفع المرء ُ عقله الشكاكّ نحو اليقين وكيف لكل هذه الحكاية أن تظهر وكأنها خدعة ! كيف للحلم الجميل أن يبدو كابوسا بل كيف للضحكة البريئة أن تنقلب حزنا ... ... أهذه الحياة؟ التي كنت أركل بطن أمي لأجلها! بلا انتماء نحن منطفئون حق الانطفاء! كانت تذهلنا أشعة الشمس بات الحب لا يذهلنا كأن الأشياء سبقتنا أو مرت ولم ننتبه أو خُدعنا بغيرها كيف لأضواء العيد أن تظهر بهذا الشحوب كيف وكيف وكيف ؟! من أين ستأتي بمن يجيب على أسئلتك ... كيف ستنقذ ما بقي من إيمانك! ستعترف أنك تغيرت حد الخوف ستعترف أنك ضللت الطريق كثيرا...
خيار لاجئ
لطالما أعطتنا الحياة الكثير من الخيارات، وكان عطاؤها مصاحباً لحرية كبيرة في الاختيار، وبناءً على كل خيار تندرج العديد من النتائج. لكن ماذا إذا كانت هذه الخيارات على الرغم من تنوعها وتعددها غير مُرضية، أو ماذا إذا كان المختار لا يريد أن يختار بالأصل ولايشعر بالامتنان لهذه الخيارات التي بين يديه؟ ما سبق ذكره ينطبق على عدد كبير من الأشخاص والذين تمت تسميتهم إما لاجئين أو نازحين تبعاً للمكان الذي توجهوا إليه. لم ألتقي يوما بلاجئ سوري اضطر للسفر خارج بلده أو نازحاً تنقل داخلياً، وأبدى لي أية علامة أو إشارة تشهد أن اختياره كان مرغوباً به أو حصل بكامل إرادته. وعلى الرغم من قساوة الخيار، التأقلم هي...
لا للعنف القائم على النوع الاجتماعي
هل إنكار وجود المشكلة ساهم يوماً ما في حلها؟ اتعجب جداً للطريقة التي تنفي فيها بعض المجتمعات وجود مشكلة ما تهدد بلا شك كيان المجتمع ووجوده كلياً. "لا يوجد حالات #عنف_قائم_على_النوع_الاجتماعي"، هكذا قال البعض ولايوجد حاجة ماسة لتغيير مجموعة من الممارسات المجتمعية أو القوانين التي من المفترض أن تكون الملجأ المنصف لكل محتاج. التكتم على المشكلة لم يكن يوماً حلاً، ونكرانها ومحاولة عدم التبليغ عنها لن ولم يزد الطين إلا بِلّة، ولا الجرم إلا قبحاً، ولم يزد إمكانية تعرض الشخص لممارسات أخرى إلا مليون في المئة. يحزنني أنني لم أكن مدركة أو واعية لحجم الخطر المحدق بكثيرٍ من الأشخاص نساءً كانوا أم رجالاً،...
لا للزواج المبكر
كُلما تعرفت أمي على أشخاصٍ جُدد يسألونها عن عُمرها فتقول لهم 40، ثم يأتي بعدها سؤالٌ عن أولادها فتقول: "لدي ثلاثة أولاد أكبرهم يبلغ الخامسة والعشرين من العمر”، وهنا تظهر علامات الاستغراب على وجوههم والسؤال الطبيعي التالي “كم كان عمرك عندما تزوجتي" ، تقول أمي بعد أن تغيرت ملامح وجهها لملامحٍ تُظهر أنها غير مرتاحة: "كان عمري 15 سنة"، وتخرج من حالة عدم الارتياح عندما ترفق قولها بعبارة: "تزوجت عن عمر صغير ولم أتابع تعليمي، لكن كُنت مصرةً على أن يُكمل أولادي تعليمهم الجامعي". أعلمُ كل العلمِ أن أميّ ليست المرأة الوحيدة التي تزوجت بعمرٍ صغيرٍ، لكنها من القليلات اللواتي رُزقنَ بزوجٍ داعم، مُدرك...
كيفية الكتابة عن حقوق الاشخاص ذوي الاعاقة
بين الحرب وكورنا..ثمّة أمل
سوريّة. ..
لا أعلم تماماً ما الذي يدفعني للكتابة الآن في هذا الوقت المتأخر وأنا جائعة ومتعبة ومشوشة التفكير، في الواقع هذه هي المرة الأولى التي أكتب فيها مباشرة باستخدام الهاتف الخلوي وضمن مربع النشر. .. علّمني بابا منذ طفولتي أن أحبّ الورق، و أن أعطي نصوصي حقها من الهفوات و التشطيبات و التبديلات علّمني أنّ الكتب هي أجمل ديكور يمكن أن نضيفه للمنزل، أذكرها جيداً تلك الغرفة التي باتت بعيدة في عداد المفقودين في بيتنا في حلب، غرفته التي غصت جدرانها الأربعة يوماً بكتب لا تعوضها الملايين، غرفته التي استوليت عليها ورسمت كل أحلامي فيها أحلام طفلة باغتتها الحرب في ال ١٢ من عمرها. .. أحد تلك الأحلام كان تحرير...
عَيان
تحاول دوماً نسيان الأمر برمّته.. إلّا أنّك تتذكره في كلّ شهيقّ وزفير..! تغمض عيناك لتجد الأمر معلّقاً بين جفنيك.. لا بأس بتلك المحاولات العديدة، لا بأس بالحوارات التي تحصل داخل عقلك وتلك الأسئلة التي تعيث خراباً في دماغك.. لا بأس بتلك اللحظات الجنونيّة التي تأتي إلى بالك فلا تستطيع تنفيذها إثر انخمادها.. لا بأس بتلك اللحظات السّعيدة التي ضاعت سدىً.. لا بأس بتلعثم كلامك أثناء نسيانك ما تريد التكلّم عنه لضياع عقلك منك.. لا بأس.. لا بأس بتلك الانهزامات التي تأكلك من داخلك.. لا بأس بالأيام التي تمضي وأنت واقفٌ مكانك لا تشعر بها ولا بأيّ شيء يحيط بك. ________ دقّ ناقوس الحقيقة.. دقّت ساعة الاعتراف،...