نوع
موضوع
البلد
شباب بلا إنتماء
بالنهاية يجمعنا البحر
في النهاية كان يجمعني وهوَ عشقُ ألوان البحر في الصباح، أيقظه مبكراً، أساعده في ارتداء ملابسه، أتلمّس عروق ساعديّه وعضلات يديّه وأرجلهُ التي لا سيقان فيها، أداري دمعةً تتسلل من عيوني وأنا أطبعُ على رأسه قبلة الصباح، مساعدة عاجلة في الوصول إلى حنفية المياه..ويمسحُ آثار الأرجل التي أخذها الله على يد الإحتلال، إفطاره جاهز، قهوتهُ أضعها في الحقيبة، أدخلهُ إلى السيارة ثمّ أخرجه بصعوبةٍ حين نصل، أضعه على الكرسيّ المتحرّك في إتجاه الموج، ظهره إليّ وإلى عمارات غزة، أراقب التقاطه لنفسٍ كبيرٍ من هواء بحر المتوسط، شارع الكورنيش فارغ تماماً إلا منّا ومن كراسيه الحجريّة الباردة ولفحات نسمات آذار، أجلسُ...
كانت هتفرق في الوداع
محتجزون دوماً في زجاجة عطر أو منديل أو صندوق صغير ما إن نفتحه حتى تعود إلينا أرواحنا وكل الأفكار التي تراودنا. إننا مزيجٌ من ذكريات.. نتدمّر حين تأتي إلينا كل اللحظات التي لا نستطيع إعادتها أبداً.. فنعود إلى ذلك العام، إلى ذلك الشهر، إلى ذلك الشارع، إلى ذلك البيت، إلى تلك الزاوية، إلى بقعة الشمس التي تملئ الغرفة، إلى الرائحة العبقة هناك نعود بأرواحنا إلى هناك وليت لأجسادنا أن تعود. وحين يُسمح لنا بالعودة نخاف.. نخاف أن يخون الواقع ما حفظه العقل الداخلي لنا وأن ينزع تلك الصورة الجميلة لكل تلك الأمور التي نحتفظ بها. نخاف أن يكون انهيارنا حينها أكبر من الانهيار الذي نراه، انهيار أحلام أقلّ عمر قد...
وإنّ التآلف لِمَن استطاع إليه سبيلاً
الحب يا عزيزي من صنيع السامري
ابحث عن سعادة تستحقها
حياة أحادية القلب
واللاجئ إنسان أيضا
لأخبرك قصة على لسان طفل لا نرى صورته إلا على شاشات التلفاز. ولإن الصورة تعكس الواقع فإنها قد لا تعكس أحلامنا. فالصورة التي تراها على شاشة تلفازك صامتة في حين أن القصة التي نحملها على صدورنا صاخبة كالفوضى التي تعيشها أوطاننا وأنت غير قادر على رؤيتها لا لأنك لا تبصر بل لأن شاشة تلفازك ليست سوى انعكس لواقع لا يرانا كبشر. فالواقع الذي تراه على شاشتك هو انعكاس لوجوه متشابهة ولأسماء تحولت إلى أرقام ولهويات ضاعت بين قاع المتوسط وأروقة العالم. ولأن قد ما تراه على شاشة تلفازك قصة من نسج الخيال، إلا أن حياتنا ليست رحلة قد يخوضها ابن بطوطة أو مجلان، فهم لم يتركوا أوطانهم لأن عدد النوافذ المهشمة قد أصبح...
تنفس
قد تمشي خطوة وتقع أخرى، وقد تتبخر أحلامك على ناصية وطن لا يؤمن بك، وقد تبكي وحدتك وعجزك لليل طويل، وقد لا يستمع إليك أحد، وقد ينفذ صبرك فتلجأ إلى الشارع جاعلا صوتك صدى للملايين الأصوات التي تشبهك، حلما وأملا بواطن أكثر عدلا ونزاهة، وطنا لا يغلق بابه في وجه طموحك وقد لا تجد سماء تتسع لك وقد لا تشع النجوم الليلة، وقد لا ترى بابا تسير نحوه للنجاة من هذا الحزن واليأس الذي يخنقك نحو الفناء ولكن تنفس. تنفس من أجل الحياة التي تسري في عروقك، تنفس من أجل أحلامك التي لن تموت رغم إصرارهم على قتل كل شيء جميل فيك، تنفس لأنك تستحق الأفضل، تنفس لأنك أقوى من كل كلمة سيئة قيلت عنك، تنفس لانك ستسير نحو طموحك...
ظلم من نوع آخر
في إحدى التجارب، طُلب من بعض الأشخاص أن يصف كل منهم نفسه ليرسمه الرسام، ثم كان يُطلب من شخص آخر التقى به في قاعة الانتظار أن يصفه للرسام أيضا والمفاجأة أن اللوحات التي رسمت بوصف الاشخاص لأنفسهم كانت قبيحة مقارنة مع اللوحات التي رسمت بوصف الأشخاص الآخرين والتي كانت أكثر جمالا هكذا نحن أحيانا نغفل عن جمالنا وما نملك القارئ العزيز.. ما حصل في هذه التجربة شبيه بما حصل مع اختي حيث بدأت أختي رحلتها مع الرسم من الصفر حين كانت في الصف الخامس ومع الجهد والمثابرة أصبحت مبدعة في الرسم.. حين تنظر لبعض رسوماتها تظن أنك تشاهد لوحة فنية أو رسمة مأخوذة من إحدى حلقات الرسوم المتحركة.. حين طلبت منها أن ترسمني...
13 سبباً تستوجب منّا القضاء على العنف في المدارس
قصة الماس
قصة هوليا
اتخذ إجراء من أجل #القضاء_على_العنف ضد الأطفال
حافية القدمين
صراحة أول مرة وصلنا فيها إلى اسطنبول كنت حافية القدمين، كبطلة نزار قبّاني التي غناها كاظم وهو يخطب دلالها وهي ترقصُ أمامه، ولكن الفارق هنا أنني لم أكن أرقص ولم يكن في رجلي خلخال ذهبيّ بآلالاف الدولارات كما كان في كاحل تلك البنت في الكليب، الحذاء المهلهل الأسود الذي كان أكبر من قدمي ربطته أمّي بمطّاطة بيضاء من الخلف حتى لا يسقط.. ولكنه سقط في مياه البسفور وأنا أحرك رجليّ أثناء ركوبنا للعبّارة التي نقلتنا من الجهة الشرقية "أوسكودار" ونحن قادمون إلى هنا.. أمي لم تغضب مني أبداً.. وأنا كنت متحفزة ومستعدة لأي انفجارٍ عصبيّ منها بهدوء مبالغٍ فيه.. ولكنها لم تغضب.. صبية كنت.. ألبس عباءة سوداء لا أعرف...
الصبر تمريناً للنفس وليس تعذيباً
اقترب صباح العيد صباحٌ أعانق به كأس الماء عند استيقاظي ,فقد افتقدته كثيراً , طالما قلت أن الماء هو أروع ما في هذه الحياة فأنا أشرب الماء بكميات كبيرة حتى تمتلئ معدتي وتصرخ في بطني كفى أيتها الحمقاء سأنفجر . الكثير من الأسئلة التي تعرضت لها في هذا الشهر الفضيل مثل : لم تعذبين جسدك الهزيل ؟ هذا ما يقال عني لأن وزني لا يتجاوز الأربعين إنها فترة امتحانات وحر قاتل فلم تحرمين نفسك من الشراب والطعام ؟ حسناً بعيدا عن الصيام سأذكر تساؤلات تعرضت لها منذ شهرين تقريباً حين خرجت في مسير من حمص المدينة إلى ربلة كان ذاك اليوم عاصفاً وقد تبللتُ بالكامل خلال الساعات الأولى من السير , ثم توقف المطر وهبت الرياح...
لنكبر حمائِم سلام
أيّامٌ وأيّامٌ تمرّ عليّ بسرعة لا استطيع تفسيرها كما لو كنت أشاهد غروب الشمس... لطالما كنت أخشى سباق الزّمن، أخاف أن أفتح عينيّ يوماً ولا أكون أنا، لعلّ خوفي هذا محض هلوسات وأوهام، لعلّني فقط أخاف مواجهة العالم. انه في الواقع عالمٌ يقيّمني و يقيّم كل شيءٍ بمقدار الأيام التي أمضيها في هذه الحياة، أظنّه عالماً يعتبرني زجاجة نبيذ كلّما مرّ عليّ الزمن ازدادت قدراتي و امكانياتي فيما أنا في الواقع لست كذلك... ويعتبرني راشداً ما إن تجاوزتُ سنّاً معيّنة. حقّا إن قناعة الرشد في سن معيّنة لقناعة واهية ومفهومٌ مؤقّت..فحتّى أعمار الانسان تتغير من جيل إلى جيل ولا يوجد فردان متشابهان تماماً على هذا الكوكب...
قادر على العطاء
"فاقد الشيء لا يعطيه" عبارة لربما سمعناها كثيراً، لربما آمنا بها أو حتى كرهناها لأنها قيلت لنا بغرض التشكيك والاستهزاء. لكن قبل كل هذا هل هي عبارة صحيحة؟؟ هل يجب أن يبقى العاجز عاجزاً وتبقى الصحراء جرداء!.. ألا يستطيع الحب أن يزهر وسط الألم ! سألت نفسي هذا السؤال لأني لطالما كنت بجانب الآخرين في جميع الأوقات، حاولت قدر طاقتي أن أقدم الحب بالرغم من أني ما حصلت عليه يوماً.. وقد كان والدايَ أيضاً مثالين صارخين للعطاء، وعن ذاك الشعاع الداخلي العظيم فعلى الرغم من كل الظروف القاسية التي عانيا منها في طفولتهما وحتى في مرحلة شبابهما المبكّر استطاعا النهوض، والتكفل بأمرهما واجتازا امتحان الحياة الصعب...