نوع
موضوع
البلد
تائه
أجيال المستقبل في خطر
لأنك أمرأة
إنسانة قبل أنثى
شباب بلا إنتماء
بالنهاية يجمعنا البحر
في النهاية كان يجمعني وهوَ عشقُ ألوان البحر في الصباح، أيقظه مبكراً، أساعده في ارتداء ملابسه، أتلمّس عروق ساعديّه وعضلات يديّه وأرجلهُ التي لا سيقان فيها، أداري دمعةً تتسلل من عيوني وأنا أطبعُ على رأسه قبلة الصباح، مساعدة عاجلة في الوصول إلى حنفية المياه..ويمسحُ آثار الأرجل التي أخذها الله على يد الإحتلال، إفطاره جاهز، قهوتهُ أضعها في الحقيبة، أدخلهُ إلى السيارة ثمّ أخرجه بصعوبةٍ حين نصل، أضعه على الكرسيّ المتحرّك في إتجاه الموج، ظهره إليّ وإلى عمارات غزة، أراقب التقاطه لنفسٍ كبيرٍ من هواء بحر المتوسط، شارع الكورنيش فارغ تماماً إلا منّا ومن كراسيه الحجريّة الباردة ولفحات نسمات آذار، أجلسُ...
أضغاث أحلام..
أتخيل أنني لو سافرت في وقت ما، كمفهوم واضح للسفر. ليس العقليّ بل الحقيقيّ الواقعي. إن شاء الله لأسبوعين أو شهر. أو حتى أقل من ذلك. هذا السفر الذي اضطر فيه ان أٌخرج حقيبتي الزرقاء الغالية وأضع فيها ثيابي وشاحن الهاتف المحمول والهادفون وفرشاة أسناني ورواية بغلاف جميل بوسطها فاصل من فواصل أرجوان، وساندويتش جبنة قد اجوع وآكله خلال الرحلة وأضع المنبه في وقتٍ ليس له أي علاقة بالدوام، واستيقظ مبكراً للغاية حتى لا تفوتني سيارة الأجرة التي استدعيتها هي وسائقها خصيصاً لتكمل هذا الترف. إذا خرجت من معبر ايريز تحديداً، وإذا سمحوا لي اليهود ووجدوا أنني لست إرهابياً جداً.. يعني إذا وافقوا على إعطائي تصريحا...
الفقر يقتل الأحلام ..
كانت هتفرق في الوداع
محتجزون دوماً في زجاجة عطر أو منديل أو صندوق صغير ما إن نفتحه حتى تعود إلينا أرواحنا وكل الأفكار التي تراودنا. إننا مزيجٌ من ذكريات.. نتدمّر حين تأتي إلينا كل اللحظات التي لا نستطيع إعادتها أبداً.. فنعود إلى ذلك العام، إلى ذلك الشهر، إلى ذلك الشارع، إلى ذلك البيت، إلى تلك الزاوية، إلى بقعة الشمس التي تملئ الغرفة، إلى الرائحة العبقة هناك نعود بأرواحنا إلى هناك وليت لأجسادنا أن تعود. وحين يُسمح لنا بالعودة نخاف.. نخاف أن يخون الواقع ما حفظه العقل الداخلي لنا وأن ينزع تلك الصورة الجميلة لكل تلك الأمور التي نحتفظ بها. نخاف أن يكون انهيارنا حينها أكبر من الانهيار الذي نراه، انهيار أحلام أقلّ عمر قد...
واللاجئ إنسان أيضا
لأخبرك قصة على لسان طفل لا نرى صورته إلا على شاشات التلفاز. ولإن الصورة تعكس الواقع فإنها قد لا تعكس أحلامنا. فالصورة التي تراها على شاشة تلفازك صامتة في حين أن القصة التي نحملها على صدورنا صاخبة كالفوضى التي تعيشها أوطاننا وأنت غير قادر على رؤيتها لا لأنك لا تبصر بل لأن شاشة تلفازك ليست سوى انعكس لواقع لا يرانا كبشر. فالواقع الذي تراه على شاشتك هو انعكاس لوجوه متشابهة ولأسماء تحولت إلى أرقام ولهويات ضاعت بين قاع المتوسط وأروقة العالم. ولأن قد ما تراه على شاشة تلفازك قصة من نسج الخيال، إلا أن حياتنا ليست رحلة قد يخوضها ابن بطوطة أو مجلان، فهم لم يتركوا أوطانهم لأن عدد النوافذ المهشمة قد أصبح...
سلام جيل لا ينتهي
في مكان ليس ببعيد عن السماء تجثو أحلامنا بانتظار انعتاق دعاء أمهاتنا وجداتنا وأولئك الذين اتعبتهم الحياة؛ دعاء يحمل في ثناياه توقنا الشديد إلى السلام في منطقة أنهكها عنف وحروب لا تنتهي. حروب جعلت منا لاجئين على أعتاب العالم ودفعت العديد منا نحو الموت في الأزرق العظيم، حروب شلت كل خطوة تخطوها نحو المستقبل وجعلت منا منبتين عن أوطان أردنا لها أن تكون مهدا للسلام والحرية والعدالة. أردنا أن نتنفس وطناً أخضراً كالربيع، ولكم حلمنا بحياة تنبض أملاً وسلاما ولكننا لن نستسلم. وقد يبدو لنا المستقبل ليلا بهيما لا ينتهي، وقد نبكي جيلا شتتته القنابل والمدفعيات، وقد نشتاق لأوطانٍ قيدت أطرافها وحدودها. ولكننا...
الفرار من العنف في هندوراس
13 سبباً تستوجب منّا القضاء على العنف في المدارس
اتخذ إجراء من أجل #القضاء_على_العنف ضد الأطفال
حافية القدمين
صراحة أول مرة وصلنا فيها إلى اسطنبول كنت حافية القدمين، كبطلة نزار قبّاني التي غناها كاظم وهو يخطب دلالها وهي ترقصُ أمامه، ولكن الفارق هنا أنني لم أكن أرقص ولم يكن في رجلي خلخال ذهبيّ بآلالاف الدولارات كما كان في كاحل تلك البنت في الكليب، الحذاء المهلهل الأسود الذي كان أكبر من قدمي ربطته أمّي بمطّاطة بيضاء من الخلف حتى لا يسقط.. ولكنه سقط في مياه البسفور وأنا أحرك رجليّ أثناء ركوبنا للعبّارة التي نقلتنا من الجهة الشرقية "أوسكودار" ونحن قادمون إلى هنا.. أمي لم تغضب مني أبداً.. وأنا كنت متحفزة ومستعدة لأي انفجارٍ عصبيّ منها بهدوء مبالغٍ فيه.. ولكنها لم تغضب.. صبية كنت.. ألبس عباءة سوداء لا أعرف...
سبعينيّة السّلام
في بحرها السبعينيّ، غرقت أبجديّات كثيرة.. أعتقد أن بحرها رأى الكثير من الأحداث والمواقف، عاش الكثير من التّجارب.. وذرف العديد من الأمواج المالحة.. بين تفاصيل وجهها آلاف الحكايا.. بعضها يُروى وبعضها سرّ بين التّفصيلة والأخرى. حسناء سبعينيّة، تجلس على حافّة رصيف دائريّ، تهتزّ على إيقاع أغاني وضعت بمناسبة "يوم السّلام العالميّ"، وتميل برأسها يميناً ويساراً كلّما عَلا صوت الموسيقى وكلّما انخفض.. في تمام السّاعة الرّابعة والنّصف مساءً في عام 2017.. كنت في مهمّة تصويرية لفعاليّة "عبّر عن سلامك" المُقامة في حمص – حيّ الغوطة.. حشود كثيرة تلتفّ حول فرقة موسيقيّة أتت لتعرض موسيقاها أمام أهل المدينة...
أكاديميّة كايا للريادة في العمل الإنساني
عطار بخان الزيت
عندما زارت جدّتي الأقصى، أتيحَ لها ذاك التصريح المؤقت للصلاة فيه بشرط أن يكون عمرها يجاوز الستين ولحسن حظّها كانت!، أخبرتني أنهُا زارتهُ قبلها مرّة .. عندما كانت صبيّة في الإعدادية أيام حكم الإنتداب البريطاني قبل أن يأتي الإحتلال بأقل من سنة، بعد أنّ اقترحت مديرة مدرسة بنات غزة الفكرة ولاقت قبولاً متأخراً من الأهالي بالسماح لبناتهم بالمغادرة إلى شق الوطن الآخر لوحدهنّ بشرط التأكّد من المرافقين وظروف الرحلة.. أنّ الباصَ الذي نقلهم من غزة إلى الأراضي المقدّسة كان يعجُ بالأغاني والضحكات ومشاغبات زميلاتها، رحلة مدرسيّة عاديّة مليئة برفاق السوء وسندوتشات الجبنة البلدية وفطائر لحمّ الصاج.. حتى أنّ...