كانت هتفرق في الوداع
محتجزون دوماً في زجاجة عطر أو منديل أو صندوق صغير ما إن نفتحه حتى تعود إلينا أرواحنا وكل الأفكار التي تراودنا. إننا مزيجٌ من ذكريات.. نتدمّر حين تأتي إلينا كل اللحظات التي لا نستطيع إعادتها أبداً.. فنعود إلى ذلك العام، إلى ذلك الشهر، إلى ذلك الشارع، إلى ذلك البيت، إلى تلك الزاوية، إلى بقعة الشمس التي تملئ الغرفة، إلى الرائحة العبقة هناك نعود بأرواحنا إلى هناك وليت لأجسادنا أن تعود. وحين يُسمح لنا بالعودة نخاف.. نخاف أن يخون الواقع ما حفظه العقل الداخلي لنا وأن ينزع تلك الصورة الجميلة لكل تلك الأمور التي نحتفظ بها. نخاف أن يكون انهيارنا حينها أكبر من الانهيار الذي نراه، انهيار أحلام أقلّ عمر قد...